تحالف الإصلاح والحوثي.. المستفيد الأول من مزاعم توتر الأوضاع في عدن
في وقت تحقق فيه القوات الجنوبية انتصارات متتالية في جبهة الضالع، مازال تحالف الإصلاح والحوثي يحاول أن يلفت الأنظار عن المعركة الرئيسية في أعقاب الهزائم التي يتلقاها يوما تلو الآخر، لصالح توجيه الاهتمام نحو جبهات ومناطق أخرى من خلال افتعال أزمة من الممكن أن تكون أحد أدوات تخفيف الضغط على التحالف الذي انكشف للعلن.
وخلال الأيام الماضية سعت الأذرع الإعلامية للإصلاح وعلى رأسها قناة الجزيرة، بالإضافة إلى الأذرع الإعلامية للحوثيين لخلق أزمة لا وجود لها بالعاصمة عدن، وحاول الطرفين أن يضربا الطرف الأقوى بالمعادلة الجنوبية حاليا وهو المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي هيأ القوات على الجبهات ولملم الصفوف واستطاع أن يحقق استقرارا أمنيا لم تشهده محافظات الجنوب منذ سنوات.
استهداف المجلس الانتقالي يعد هدفا إخوانيًا حوثيًا بامتياز بعد أن استطاع أن يحرر محافظات الجنوب من دنسهم، ولحقنهم دروسا ستظل عالقة في أذهانهم لسنوات طويلة، وبالتالي فإن خروج مثل هذه الحملات بين الحين والآخر أمر لن يكون مستغربا على أهالي الجنوب الذين اعتادوا على مثل هذه الحيل من أجل إطالة أمد الصراع واستمرار عبثهم.
إذا كان هناك رغبة في التعرف على من المسؤول عن محاولات افتعال الفوضى في العاصمة عدن وجر الجنوبيين إلى الاقتتال تحت حجج واهية، في وقت تخوض فيه القوات الجنوبية معارك شرسة ضد الزحف القادم من الشمال والذي يتصدره مليشيا الحوثي، وفي وقت تتلاحم كل الجنوب ليضع تركيزه على الخصم الذي سيلتهم الجميع، فإنه لابد أن نبحث أولا عن المستفيد من تلك المحاولات أولا.
بل يذهب البعض للتأكيد على أن نقل قاعدة بيانات البنك المركزي عدن إلى مأرب في هذا التوقيت، بالإضافة إلى نقل مقرات الوزارات وأهمها مالية وزارة الدفاع، ومحاولات إفراغ العاصمة عدن من كل المؤسسات يصب في صالح وجود هدف أخر يرتبط بإعادة صياغة عناصر الصراع والذي قد يكون فيه أذرع الشرعية التابعين للإصلاح أكثر في علاقات أكثر دفئا مع المليشيات الحوثية.
وخلال الأيام الماضية اتبع "الإصلاح"، سياسة ترديد الاكاذيب عبر أبواقه الإعلامية وعبر قادته النافذين في الشرعية، تستهدف في المقام الأول تحقيق أجنداته ومحاولة النيل من الجنوب، شعباً وأرضاً وهوية، وهي حملات وإن كانت مستمرة منذ فترة طويلة لكنها تنتشر بكثافة الأن.
وزير التعليم عبد الله لملس، المعروف بموالاته لحزب الإصلاح، كان الخطوة الأولى في هذا المخطط الذي قام على ترويج أكاذيب عن أنّ "الشرعية" تواجه تمرداً في عدن، مكيلاً اتهامات تثير السخرية قبل أن ينال منها التشكيك، للمجلس الانتقالي الجنوبي في هذا الصدد.
ولأنّ "الإخوان" معروفة بهياكلها التنظيمية وعملها بما يُشبه "العصابات المنظمة"، قامت الجماعة ممثلة في فرعها اليمني (حزب الإصلاح) بتوسيع دائرة هذه الحملة "الجهنمية" عبر أبواقها الإعلامية.
ورصد"المشهد العربي" في توقيت متزامن، عبر مواقع إخبارية وقنوات تلفزيونية معروفة جميعها بالولاء لجماعة الإخوان، ويحصل أغلبها على تمويلات هائلة من الحكومة القطرية، مارست ما يمكن اعتباره "هذياناً إعلامياً" بزعم التمرد في عدن.
خطة "الإصلاح"، التي فُضِح أمرها، تُنفِّذها أطرافٌ فاعلة في "الشرعية"، موالون لجماعة الإخوان، يتصدرهم نائب الرئيس علي محسن الأحمر الذي يقود تحالفاً غير معلن بين الإخوان والحوثيين، يقوم على تحقيق مصالح كل منها من المقام الأول والأخير.
كما نشرت وسائل إعلام موالية للإخوان أيضاً تصريحات منسوبة لـ"مهران القباطي"، وهو قائد عسكري بارز في "الشرعية"، الذي يوالي بشكل مباشر الجنرال محسن الأحمر، يروِّج فيها مزاعم عن نشر المجلس الانتقالي مجاميع مسلحة.