جلسة جديدة في أوضاع مختلفة.. ماذا بجعبة مجلس الأمن بشأن اليمن؟
رأي المشهد العربي
يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين، جلسة خاصة حول اليمن لمناقشة تطورات الأوضاع جراء الصراع المستمر منذ أكثر من أربع سنوات، وذلك بعد شهر تقريبا من آخر جلسة والتي تسببت إحاطة المبعوث الأممي حينها في قطيعة مع الشرعية، وكذلك في أوضاع إقليمية مختلفة بدت فيها مليشيا الحوثي أكثر انخراطا في العمليات الإرهابية على المستوى الإقليمي.
بالنظر إلى الموقف الدولي تجاه مليشيا الحوثي فإنه أخذ في التغير على المستوى العلني والرسمي خلال الأيام الماضية في أعقاب تنامي عملياتها الإرهابية خارج حدود اليمن وآخرها استهداف مطار أبها السعودي، الأمر الذي قد تكون له انعكاسات على موقف الأعضاء وتحديدا الولايات المتحدة التي أضحت مدركة أن مواجهة إيران لن تنجح من دون مواجهة أذرعها.
إذا كانت هناك رغبة دولية حقيقة في التعامل مع الخطر الحوثي فإن جلسة مجلس الأمن اليوم من المفترض أن تشهد لهجة مختلفة تماما عما سبقها من جلسات حملت تغاضيا عن جرائم المليشيا، هذه اللهجة تبدأ من تحميل العناصر الانقلابية للعمليات الإرهابية التي ترتكبها داخل اليمن وخارجه ومرورا بالضغط عليها لتنفيذ اتفاق الحديدة ونهاية بتهديد فرض عقوبات عليها.
ولكن هذا كله يتوقف على الإرادة الدولية في الحد من أخطار إيران والحوثي، وتوقف على الهدف الأمريكي من التصعيد ضد إيران من الأساس، إذا كان بالفعل رغبة جادة في إنهاء خطرها، أم أنه وسيلة ضغط لإرغام طهران بالجلوس على طاولة المفاوضات مرة أخرى، وتكرار سياسية ترامب مع كوريا الشمالية بعد أن نجح في تطويعها لدرجة كبيرة.
قد يكون السيناريو الثاني هو الأقرب بالنسبة للموقف الأمريكي من طهران، وبالتالي فإن جلسة مجلس الأمن اليوم قد تشهد تصعيدا على مستوى اللهجة العلنية من المليشيات الإيرانية، لكنها لم تحمل تغيرا كليا في الموقف من الحوثيين، وأن تغير اللهجة يرتبط أيضا بالرغبة في مصالحة الشرعية بما يؤدي إلى استمرار المبعوث الأممي مارتن غريفيث بموقعه لفترة أخرى.
وبحسب مصادر أممية مطلعة فإن المجلس سيستمع، بعد جلسة المناقشات إلى إحاطة جديدة لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن البريطاني مارتن غريفيث، بعد أزمة شهدتها العلاقة بين المبعوث الأممي والجانب الحكومي.
كما سيستمع المجلس إلى إحاطات كل من، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي، كما سيتحدث الجنرال مايكل لوليسجارد، رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA) ورئيس لجنة إعادة الانتشار والتنسيق (RCC)، عن طريق الفيديو.
ورجح المصدر أن يعرب أعضاء مجلس الأمن عن دعمهم القوي لمارتن غريفيث، وقد يدعو الأعضاء إلى وقف التصعيد من جانب جميع الأطراف، وقد يعبر بعض الأعضاء عن مخاوفهم بشأن تأثير التوترات الإقليمية المتزايدة على حرب اليمن.
وقال المصدر الأممي، إنه من المتوقع أن يقدم وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك آخر المستجدات حول الأزمة الإنسانية والتحديات التي تواجه عمليات الإغاثة في اليمن، حيث لا يزال 10 ملايين شخص عرضة لخطر المجاعة.
وتشمل التحديات تأثير القتال على تقديم المساعدة والعقبات البيروقراطية ونقص تمويل العمليات.
كما أشار المصدر أنه قد يتحدث ديفيد بيسلي عن الخطوات التي يخطط برنامج الأغذية العالمي لاتخاذها، بعد بيانه الصحفي الصادر في 20 مايو والذي حذر من أنه يمكن تنفيذ تعليق تدريجي للعمليات في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
وقال البيان إن التحدي الأكبر الذي يواجه عمليات البرنامج يأتي من الدور المَعُوق وغير المتعاون لبعض قادة الحوثيين، بما في ذلك العقبات المتكررة أمام اختياره المستقل للمستفيدين.
ولفت المصدر أن أعضاء مجلس الأمن سيناقش كيف يمكن للتعليق المحتمل لعمليات البرنامج في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون أن يؤثر على الوضع الإنساني والعملية السياسية، ومن المحتمل أن يكرر أعضاء المجلس دعواتهم للأطراف، وخصوصاً الحوثيين، لإزالة القيود المفروضة على الوصول وحث المانحين على الوفاء بالتعهدات للعمليات الإنسانية لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.