محافظ سقطرى.. احتمى بالإصلاح فلفظه مواطني الجنوب
لم تستطع مليشيا الإصلاح أن تحمي محافظ سقطرى رمزي محروس الذي احتمى بها طوال الأيام الماضية، بعد لفظه مواطني الجزيرة الرافضين لفساده، رميا بالحجارة والأحذية، الأمر الذي له دلالاته المرتبطة بوعي محافظات الجنوب التي ترفض الوجود الإخواني بجميع صوره وأشكاله، بعد أن عانت ويلات الإرهاب جراء العمليات الخسيسة التي يقدمون عليها بين الحين والآخر.
وتبرهن حالة السخط الشعبي على الأمر في سقطرى أكبر من ممارسات المحافظ المنبوذة، وأن الأمر يتعلق بتنظيم الإخوان وأذرعه داخل الشرعية، والتي يحركها كيفما يشاء علي محسن الأحمر نائب الرئيس الخائن، وأن هناك وعاء شعبي رافض للتنظيمات الإرهابية التي تستهدف تحويل الجزيرة المعروفة بهدوئها إلى منطقة فوضوية تهدد أمن الجنوب بشكل عام.
وكان موكب محافظ سقطرى، رمزي محروس، ووزير الثروة السمكية، فهد سليم كفاين، اللذان ينتميان لحزب الإصلاح الإخواني، قد تعرض ، اليوم الاثنين، للرمي بالحجارة والأحذية، من قبل مواطنين غاضبين، أمام المجمع الحكومي في مديرية قلنسية.
وتعيش منطقة قلنسية وبعضاَ من مناطق أرخبيل سقطرى، حالة سخط عارمة جراء السياسات التي ينتهجها المحافظ محروس، والوزير كفاين، والتي تهدف إلى تمكين عناصر حزب الإصلاح من مفاصل الوظائف العامة في الأرخبيل، والعمل على تعطيل بعض المشاريع التي تنفذها دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك تنفيذاً لحسابات ورغبات حزبية عليا، والتي كان آخرها محاولة إيقاف شركة "ديسكم باور" التابعة لمؤسسة الشيخ خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية والتي تقدم خدمة الكهرباء لعدد من مناطق سقطرى ومن ضمنها منطقة قلنسية، وبصورة مجانية.
وطبقاً لمصادر في مديرية قلنسية، فقد قدمت الشركة الإماراتية، مساء أمس طلباً للمشايخ والسلطة المحلية في المديرية، بضرورة الجلوس مع سلطة المحافظة خلال مدة أقصاها 48 ساعة، لحل المضايقات والتصرفات التي تتعرض لها الشركة، وإذا لم يحدث فأنها ستضطر لسحب معداتها والانسحاب من العمل في المديرية، لتواصل أعمالها في مناطق الشريط الساحلي.
وأبدى العديد من سكان سقطرى رغبتهم بعودة شركة "ديكسم باور" التابعة لمؤسسة خليفة بن زايد للعمل في قطاع الطاقة، وذلك لحالة الاستقرار الكبير الذي شهده قطاع الطاقة إبّان توليها المهمة حين تولي المحافظ السابق اللواء سالم عبدالله السقطري، والفقيد أحمد عبدالله بن حمدون، قبل أن تقدم سلطة المحافظ الحالي على سحب زمام الأمور المؤسسة من الشريكة الإماراتية، بإعاز من قيادات حزب الإصلاح الإخواني، لتعود معها حالة عدم الاستقرار في قطاع الطاقة وغيرها من القطاعات.
واتهم المواطنون محافظ محافظة سقطرى ووزير الثروة السمكية بالفساد والعبث بالمساعدات الإنسانية المقدمة للمحافظة من دول التحالف، مثل قوارب الصيادين والمحركات الخاصة بها، حيث تم توزيعها بشكل حزبي وعلى الأقارب .
كما استنكر المواطنون قيام محروس بتعطيل العديد من المشاريع الخدمية ارضاء لجهات خارجية وحتى يبقى في منصبه .
وأكدوا أن الاعتداء الذي وقع اليوم على موكب المحافظ هي البداية وان الاحتجاجات ستتواصل لرفض تصرفات المحافظ الذي يسعى لجر المحافظة لفتنة واقتتال داخلي، حتى يرضي أطراف خارجية لا تريد لسقطرى التطور والنماء .
وأكدوا أن الاحتجاجات ضد المحافظ والسلطة المحلية ستتواصل لتعم كافة مديريات ومناطق محافظة سقطرى خلال الأيام القادمة، مطالبين الرئيس هادي بإقالة المحافظ واستبداله بشخصية تقدم أولوية احتياجات المحافظة على الولاء السياسي.
ويُنفّذ "محروس" أجندة إخوانية شاملة، كان آخرها اعتقال الناشط السياسي والإعلامي سعيد عبدالله الضمداد الذي أطلق سراحه في وقتٍ سابقٍ، فضلاً عن طلبِه من اللواء مشاة بحري ومدير أمن سقطرى التوقيع الإجباري على تنفيذ أوامره والالتزام بسياسته الدخيلة التي اختلقها من البداية لتشكل في النهاية حماية رئيسية له والجهات التي ترعاه من دون أن يرتبط ذلك بمصالح المواطنين.
وقورن هذا المشهد بالتطويع الذي انتهجه "الإصلاح" للأجهزة الأمنية الموجودة في تعز للعمل لصالحها ضد المواطنين، ولم تمنع العراقيل التي وضعها محافظ سقطرى "الإخواني" رمزي محروس، الدفعة الثانية لقوات الحزام الأمني من العبور من سقطرى إلى العاصمة عدن.
ومؤخراً، وضع المحافظ "الإخواني" عراقيل أمام عبور الدفعة الثانية لقوات الحزام الأمني من سقطرى إلى العاصمة عدن، متذرعاً بحججٍ واهية، إلا أنّه لم ينجح في نهاية المطاف، وكان محروس قد وجَّه في بادئ الأمر سلطات الميناء بمنع سفر قوات الحزام الأمني عبر سفينة الناصر إلى عدن، من أجل تلقي التدريبات هناك على غرار الدفعة السابقة.