التصريح المحذوف.. يثبت جرائم مليشيا الحوثي بالبحر الأحمر

الاثنين 17 يونيو 2019 22:33:18
"التصريح المحذوف".. يثبت جرائم مليشيا الحوثي بالبحر الأحمر

في وقت تحاول مليشيا الحوثي إبعاد الاتهامات التي تلاحقها بارتكاب عمليات إرهابية بالمنطقة، اعترف رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين، مهدي المشاط بقصف مواقع النفط في دول يسميها الحوثي بالعدوان، في إشارة إلى دول التحالف العربي، الأمر الذي يثبت صحة ارتكاب العناصر الانقلابية للجرائم التي وقعت بمنطقة البحر الأحمر خلال الأيام الماضية.

وحاولت مليشيا الحوثي تفادي الخطأ الفادح للقيادي الإرهابي مهدي المشاط، لكنها بدلاً من أن تقوم بذلك بشكل احترافي استخدمت جهلها بعد أن أقدمت على حذف الخبر الذي نقلته وكالة "سبأ" التابعة لها، مدعية بأن هناك اختراق حدث للوكالة، من دون أن توضح أي تفاصيل عن هذا الاختراق ولا كيفية التعامل معه، في وقت تدفقت فيه الأنباء بشكل طبيعي.

ويرى مراقبون أن التراجع الحوثي يرجع إلى عدة أسباب، أولها له علاقة بطهران لأن التصريحات التي نقلتها الوكالة تحدثت عن أن المليشيات الحوثية توجه عملياتها الإرهابية بالمنطقة بدلا من إيران، وبالتالي فإن الأمر يصبح مثار إحراج للدولة الداعمة للمليشيات الانقلابية ويضعف موقعها في ظل الضغوطات الدولية الممارسة عليها.

والأمر الثاني له علاقة بجلسة مجلس الأمن التي عقدت اليوم، فالهدف الأساسي للمليشيات الحوثية أن تمر هذه الجلسة من دون أن يكون هناك أي إجراءات عقابية موجهة ضدها، وبالتالي فإنها اختارت أن تنفي المحادثة من الأساس بالرغم من إثباتها ونشرها بشكل طبيعي، ما يجعل الحذف أمرا شكليا حتى لا يشكل إحراجا للمجتمع الدولي الذي يدعم المبعوث الأممي المنحاز للحوثي حتى هذه اللحظة.

وكذلك فإن حذف التصريحات يشي بأن العناصر الانقلابية تخشى أن تتسلط الأضواء عليها، نتيجة الفجاجة التي تتبعها عند الإقدام على عملياتها الإرهابية، في وضعية تبرهن على أن المليشيات الإيرانية تخرج لسانها إلى العالم كله وتتحدى أى إجراءات من الممكن أن تتخذ ضدها.

وهدد رئيس ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" للحوثيين، مهدي المشاط، خلال التصريحات المحذوفة، بقصف مواقع النفط في دول ما يسميها الحوثيون "العدوان"، في إشارة إلى تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، معتبراً مواقع النفط والسفن المحملة بالنفط في البحر الأحمر وبحر العرب "أهدافاً مشروعة" لقواتهم الصاروخية وطائراتهم المسيرة.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء، ما قالت إنه ملخص للقاء أجرته قناة "المسيرة" الحوثية، مع القيادي الحوثي، المشاط، سيتم بثه قريبا.

غير أن الوكالة ذاتها وبعد مرور وقت قصير على نشر تقرير بملخص المقابلة، عادت وحذفته من موقعها، ونشرت خبراً آخر يشير إلى أن "الموقع تعرض للاختراق من قبل قراصنة، ونشر أخباراً لأساس لها من الصحة". حسب ما جاء في الخبر المقتضب، من سطر واحد.

وسبق أن هددت مليشيا الحوثي المسلحة، بضرب 300 هدف عسكري وحيوي في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وأشارت بعد أن استهدفت منشآت أرامكو النفطية، أنها تدشن لعمليات عسكرية قادمة، تستهدف بنك أهداف للعدوان يضم 300 هدف حيوي وعسكري.

وأضاف “المصدر” أن الأهداف تشمل مقرات ومنشآت عسكرية وحيوية في الإمارات و السعودية، ومقراتهم في اليمن، وأشارت أن مواجهة التحالف على مشارف مسارات جديدة وتحولات جذرية على كافة الأصعدة.
وبحسب تقرير الوكالة، حول أبرز ما جاء في اللقاء الموعود، هدد المشاط بأن صواريخهم وطائراتهم المسيرة أصبحت اليوم قادرة على الوصول إلى أي نقطة في دول الخليج.

والأسبوع الماضي، تعرضت سفن تحمل شحنات نفط للقصف، في المحيط المائي لبحر عمان، بالقرب من بحر العرب في المحيط الهندي.

وقال المشاط، وفقاً للوكالة الحوثية، إن استهداف مضخات النفط في السعودية "قرار يمني خالص"، بحسب زعمه، كما هدد أيضا كل دولة لا تنسحب من تحالف ما يسميه" العدوان"، بأنه "ستطالها صواريخنا بما في ذلك السودان ومصر".


ولم يتردد القيادي الحوثي في الاعتراف بإيعاز إيران لارتكان الجرائم الإرهابية لأول مرة تقريبا بهذا الشكل الصريح، حين قال إن "إيران دولة إسلامية شقيقة، ساندتنا في التصدي للعدوان، ومن حقها علينا مساندتها في التصدي لأميركا وإسرائيل وأذيالهما العرب اليوم". لكنه عاد وأكد على أنه لا مانع لديهم من نسج علاقات مع الولايات المتحدة "إذا تراجعت عن دعم العدوان ودعم إسرائيل".