النزوح بسبب الامتحانات.. طائفية الحوثي تدفع الطلاب للبحث عن مناطق آمنة
لم تكتفي مليشيا الحوثي بارتكاب جرائم ضد اليمنيين لتدفعهم إلى ترك منازلهم والنزوح إلى المحافظات المحررة والتي تشكل مناطق آمنة بالنسبة لهم، لكن امتداد جرائمها ووصولها إلى المؤسسات التعليمية دفع العديد من طلاب الثانوية العامة هذا العام للاحتماء بالإدارات التعليمية التابعة للمحافظات المحررة هربا من طائفية المليشيات التي اشترطت في بعض مناطق سيطرتها على المشاركة في الجبهات للسماح لدخول الامتحان.
وسجلت امتحانات الشهادة الثانوية العامة للعام الحالي ارتفاعاً في أرقام الطلبة النازحين ممن يؤدون امتحاناتهم في المحافظات المحررة، وبلغ هذا الرقم حدود ثلاثة آلاف طالب وطالبة، موزعين على مدارس الداخل اليمني، والمدارس التي تستقبل اللاجئين اليمنيين خارج البلاد والتابعة لوزارة التربية والتعليم، وتشير الإحصائيات إلى أن"أكثر من 90 ألف طالب وطالبة توجهوا لأداء امتحانات شهادة الثانوية العامة في 13 محافظة يمنية محررة".
فيما كشف مصدر في محافظة عمران أن المليشيات الحوثية شكلت لجان من قياداتها المدنية والعسكرية لاختيار الطلاب الذين يحق لهم دخول الاختبارات وفقا لاشتراطات وضعتها، على رأسها الولاء للحوثي كشرط أساسي لقبول الدخول في الاختبارات.
وتضمنت الشروط أيضا أن يكون الطالب شارك في الجبهات بوقت سابق أو مشاركة أحد أشقائه أو أقاربه من الدرجة الأولى في القتال، وأن يحضر ما يثبت دعمه للمجهود الحربي خلال العام الحالي، وكذلك دعمه أو أسرته لما يسمى المجاهدين بأي شكل كان خلال مدة لا تقل عن 12 شهراً الماضية، وألّا يكون رفضا أي تكليف سابق للجماعة، أو لا يكون له أي قريب هرب من الجبهات تحت أي سبب كان.
وأوضح المصدر ذاته أن معظم الشروط المتعلقة بالطلاب تنطبق تماما على الطالبات مع زيادة شرطين أولهما أن تكون التحقت خلال الفترة الماضية التي لا تزيد عن عام بإحدى الدورات التي يقمنها الزينبيات كل 6 أشهر في صنعاء وصعدة وعمران وذمار وغيرها من مراكز سيطرة الحوثيين، وألا تكون الطالبة إحدى المشاركات بوقفات الاحتجاج السابقة ضد الحوثي في صنعاء.
ومن جانبها أشارت وزارة التربية والتعليم إلى أن هناك 772 مركزاً امتحانياً في 13 محافظة يمنية، تستقبل أكثر من 90 ألف طالب وطالبة بما فيهم النازحون القادمون من المحافظات المحتلة، ويؤدون امتحاناتهم في المناطق المحررة بعيداً عن مناهج الحوثيين الطائفية.
وأضافت أن مدارس المحافظات المحررة مفتوحة ومشرعة أمام الطلاب النازحين، مشيراً إلى أن محافظة عدن وحدها تحتوي على 72 مركزا امتحانيا، تضم فيها أكثر من 11 ألف طالب وطالبة، من بينهم نحو 2500 نازح ونازحة.
وأكد صالح الصوفي رئيس اللجنة العليا الامتحانات توفر كافة التسهيلات الخاصة بالطلبة النازحين، والذين تم توزيعهم على المراكز الامتحانية، من خلال إجراءات بسيطة وغير معقدة، حتى يؤدوا امتحاناتهم بكلٍ يسرٍ وسهولة.
وكشف عن إجراءات تقوم بها المليشيا الحوثية منذ الأعوام السابقة ضد الطلبة الموجودين في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم، منها مضايقات سلالية، وفرض مناهج طائفية لا تتناسب وطبيعة الهوية والثقافة اليمنية، بالإضافة إلى محاولات تعطيل أداء الامتحانات في المراكز والمدارس التي تقاوم توجهاتهم المذهبية.
وكشف مصادر مطلعة بالتعليم، عن وجود نحو 600 طالب وطالبة من اللاجئين اليمنيين الموجودين خارج البلاد، ممن فرّوا من هيمنة الانقلابيين، يؤدون خلال هذه الأيام امتحانات الثانوية العامة، في سبع مدارس تابعة لوزارة التربية اليمنية.