حشد دولي وراء الصف السعودي.. دعمٌ في الجولة قبل الأخيرة للحرب
من جديد، نالت المملكة العربية السعودية دعماً دولياً في ظل الجرائم الإرهابية التي ترتكبها مليشيا الحوثي الانقلابية، ووصلت إلى استهداف الكثير من الأهداف المدنية، آخرها مطار أبها.
مجلس الأمن الدولي أصدر بالإجماع، بياناً ندّد فيه بشدة بالاعتداءات التي ينفذها الحوثيون، بدعم من إيران، ضد البنى التحتية المدنية في المملكة العربية السعودية، ودعا إلى المطالبة بمحاسبة المتورطين.
الجلسة شهدت إفادات من المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة مارك لوكوك، والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي.
وتلا رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري، المندوب الكويتي لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي موقفاً جماعياً من الأعضاء الـ15 في المجلس، نددوا فيه بأشد العبارات بالهجوم الذي شنه الحوثيون على مطار أبها الدولي في السعودية، ما أدى إلى إصابة 26 شخصاً، بينهم نساء وأطفال.
وعبَّر الأعضاء، عن تعاطفهم العميق مع الضحايا ومع حكومة المملكة العربية السعودية، متمنين الشفاء العاجل والكامل للجرحى، وأكّدوا أنّ هذا الهجوم والتهديد بهجمات أخرى ضد المملكة العربية السعودية والمنطقة الأوسع يشكلان انتهاكاً للقانون الدولي وتهديداً للأمن والسلم الدوليين.
وذكَّر أعضاء المجلس، كل الأطراف بواجباتهم تحت القانون الإنساني الدولي، وشددوا على الحاجة إلى محاسبة المتورطين والمنظمين والممولين والرعاة في هذه الأعمال المدانة.
من جانبه، ندّد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي أيضاً بـ"اختلاس المعونة والمساعدة الإنسانيتين من قبل الحوثيين"، وشدد على ضرورة تدفق سريع وآمن وبلا عوائق للإمدادات التجارية والإنسانية والعاملين فيها في كل أنحاء البلاد وعبرها.
وكان جريفيث، قد حذّر أثناء تقديم إحاطته أمام مجلس الأمن، عبر دائرة تلفزيونية من عمان، من تكرار الهجمات التي تشنها مليشيا الحوثي ضد المنشآت المدنية في السعودية، وعبَّر عن قلقه من تصاعد العنف، ومن تكرار الهجمات على البنية التحتية المدنية في جنوب السعودية، بما في ذلك الهجمات الأخيرة بطائرات الدرون على مطار أبها.
وحذَّر من أن ذلك يمكن أن يقوض فرص تحقيق السلام، وتحدث عن المخاطر الماثلة أمام العملية السياسية في اليمن التي لم تكن أكثر وضوحاً مما هي عليه الآن، في سياق التوترات الإقليمية الراهنة.
وقال إنّه يحاول التحرُّك للتوصُّل إلى حل سياسي شامل للصراع، بناء على مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك القرار 2216.
وأفاد بأنَّ أعضاء لجنة تنسيق إعادة الانتشار من الجانبين يواصلون الانخراط بشكل بناء مع رئيس اللجنة، الجنرال مايكل لوليسجارد، بشأن خطط المرحلتين الأولى والثانية لإعادة الانتشار، ناقلاً عن لوليسجارد أنّه لا يزال يشعر بالتفاؤل إزاء إمكانية التوصل إلى اتفاق حول المرحلتين، بموجب اتفاق استوكهولم، وأشار إلى مرونة الحكومة اليمنية، ودعمها المستمر للاتفاق، وانخراطها المتواصل في هذا الشأن.
ويُنظر إلى أنَّ التهديدات التي يمر بها الشرق الأوسط غير مسبوقة، وأن الحرب التي ظلّت لسنوات قائمة بالوكالة، باتت أقرب ما تكون لأن تتحول إلى حرب مباشرة، بلا شك أو تشكيك ستكون إيران هي من أشعلتها، بعدما نفّذت تهديداتها بالعبث بأمن المنطقة.
استهدف الحوثيون (أذرع إيران الإرهابية) مطار أبها جنوبي المملكة العربية السعودية قبل أسبوع، وجددوا محاولة الاستهداف مرتين منفصلتين، وأتلفوا ناقلات نفط في مياه الإمارات، وأطلقوا صاروخاً على مكة المكرمة في شهر رمضان، ويشتبه (إلى الآن) أنهم وراء تفجيرات ناقلتي النفط بخليج عمان.
يشير ذلك إلى أن المرحلة لن تكون - أو على الأقل لا يجب أن تكون - كما سبقها من مراحل ومحطات لم تردع المليشيات عن غيّها وطغيانها، ولعلَّ السعودية التي تقود التحالف العربي قد سلكت الطريق الصحيح في رسالتها الأخيرة إلى مجلس الأمن الدولي والتي أعقبت الهجوم الإرهابي الحوثي على مطار أبها، حيث تضمنت تأكيداً حاملاً حاسماً على ردع الإرهاب الحوثي الإيراني.
ولا يجب أن يكون التحالف رد فعل بل ينبغي أن يكون الفعل نفسه، وبات من المطلوب عدم انتظار اندلاع الحرب المباشرة من عدمها، بل يتوجب السير في استراتيجية ردع حاسمة تستأصل الخطر الحوثي من اليمن كلياً.