تهريب المساعدات.. السلاح الحوثي الذي لا تفرغ خزينته
تواصل مليشيا الحوثي الانقلابية، العمل على مضاعفة الأزمة الإنسانية وتكبيد المدنيين أثماناً فادحة جرّاء الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014.
وفي أحدث الجرائم الحوثية في هذا الصدد، تستمر المليشيات في عمليات تهريب تحت غطاء برنامج الأغذية العالمي، حيث قالت تقارير إعلامية إنّ سفينة تحمل آلاف الأطنان من المشتقات النفطية دخلت إلى ميناء الحديدة على أنّها مخصصة للإغاثة، ليتبين لاحقاً أنّها السفينة ذاتها التي ادعت أنها تجارية، ورفضت لجنة حكومية دخولها في وقت سابق لعدم وضوح مصدرها، وعدم استكمالها المتطلبات.
مليشيا الحوثي تسيطر على ميناء الحديدة، ما يزيد الشبهات حول مصير الشحنة التي يدعي برنامج الأغذية العالمي أنها مخصصة لتشغيل مطاحن القمح المخصص للإغاثة، في حين تؤكد اللجنة الاقتصادية أنّ المطاحن لا تحتاج هذه الكمية الكبيرة من النفط.
وطالبت اللجنة، برنامج الأغذية العالمي والأمم المتحدة بفتح تحقيق وتقديم توضيح حول السفينة التي تقدمت في البداية للجنة بطلب منحها إذن دخول على أنها تجارية تحمل شحنة مشتقات نفطية، وبعد رفض دخولها لعدم استيفائها المتطلبات والأوراق وعدم وضوح مصدر شحنتها، أرسل برنامج الأغذية العالمي رسالة رسمية إلى خلية الإجلاء وقوات التحالف العربي، يطلب الإذن بدخولها بدعوى أن شحنتها من الديزل التي تزيد عن 24 ألف طن تعد إغاثية، وهو ما لم يذكر في الطلب الأول للدخول.
برنامج الأغذية العالمي أرسل رسالةً، تفيد بأنّ شحنة الديزل إغاثية أرسلت على متن سفينة تجارية لتشغيل مطاحن القمح المخصصة للإغاثة، بينما أكدت اللجنة الاقتصادية أن كمية الديزل على متن السفينة التجارية تكفي لتشغيل المناطق غير المحررة كافة، لمدة لا تقل عن عشرة أيام، وليست لتشغيل مطاحن تطحن بضع أطنان من القمح المخصص للإغاثة.
وفيما يتعلق بتفاصيل سفينة المشتقات النفطية، صرّح عضو اللجنة الاقتصادية، رئيس المكتب الفني الدكتور فارس الجعدبي لصحيفة الشرق الأوسط: "ضمن إجراءات التفتيش التي تقوم بها اللجنة الاقتصادية للسفن التجارية لمنحها وثيقة الموافقة على شحن واستيراد المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، وفقاً للضوابط التي نص عليها قرار الحكومة 75 وآليته التنفيذية المعتمدة، رفضت اللجنة منح الإذن لإحدى السفن التجارية التي تحمل مشتقات نفطية، لعدم استيفاء طلباتها واكتمال أوراقها ووضوح مصادرها".
وأضاف: "اللجنة فوجئت بدخولها ميناء الحديدة وتفريغ شحنتها، وعلمنا أنها تمكنت من الدخول بعد إرسال رسالة بريد إلكتروني رسمي من برنامج الأغذية العالمية التابع للأمم المتحدة لخلية الإجلاء والقوات المشتركة، يفيد بأن هذه السفينة تابعة لهم والمطالبة بدخولها، لأنها تحمل مشتقات نفطية إغاثية، ولأن هذا البرنامج في الأمم المتحدة يقوم بعمل إنساني فإن خلية الإجلاء والقوات المشتركة منحت السفينة إذن الدخول، كونهم يمنحون السفن الإغاثية أولوية إذن الدخول للميناء".
وكان مجلس الأمن الدولي، قد أدان أمس الاثنين، استيلاء مليشيا الحوثي على مساعدات إنسانية مرسلة إلى اليمن، وهي تهمة وجّهها إليهم المدير التنفيذي للبرنامج ديفيد بيزلي خلال الجلسة التي عقدها مجلس الأمن.
وقال البيان إنّ أعضاء مجلس الأمن أدانوا اختلاس الحوثيين للمساعدات الإنسانية والإعانات، كما عبّر عن ذلك المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، وأكّدوا مجدّداً دعوتهم إلى التدفّق السريع والآمن والخالي من العوائق للمؤن التجارية والمساعدات والطواقم الإنسانية" إلى اليمن وسائر مناطقه.
وكان مدير برنامج الأغذية العالمي هدّد خلال الجلسة بتعليق إرسال المساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بحلول نهاية الأسبوع إذا لم يتوقّفوا عن "التلاعب" بهذه المساعدات.
وقال بيزلي: "مساعداتنا الغذائية يتم التلاعب بها ونمنع من ضبط الأمر.. كلّ ما نطلبه هو السماح لنا بالقيام بما نفعله في ارجاء العالم. الأطفال يموتون الآن بسبب ذلك".
وأشار إلى أنّ التلاعب بتسليم المساعدات يحصل أيضاً في المناطق الخاضعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً لكنّه أكّد أنّ هناك تعاوناً كافياً لتجاوز مثل هذه المعوّقات.
وكان بيزلي هدّد الحوثيين في مطلع مايو الماضي، بأنّ المساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرتهم سيتمّ تعليقها إذا لم يوقفوا تغيير وجهة الشحنات.