حربٌ مؤلمة تُحفر في ذاكرة قاسية.. أطفال اليمن وبندقية نيكاراجوا
"أبلغ من العمر 12 عاماً وأحمل البندقية، عندما أصبح كبيراً أتمنى أن أعيش طفولتي".. هذا القول المنسوب لـ"ألفونسو"، ذلك الطفل الذي جُنِّد في نيكاراجوا، الذي لامس به القلوب، أصبح ملائماً لأن يتردد على ألسنة أطفال اليمن جرَّاء ما يلقونه من مآسٍ، نجمت عن الحرب العبثية للمليشيات الحوثية الانقلابية.
لا ينفك الحوثيون عن ممارسة الانتهاكات والاعتداءات بحق الأطفال، تارةً بالتجنيد الإجباري، وتاراتٍ أخرى بالقتل وإزهاق الأرواح، ما أسقط آلاف الأطفال في براثن معاناة إنسانية لم يرَ العالم لها مثيل، وربما لن يرى في مستقبله القريب.
تقارير رسمية حديثة كشفت عن جرائم بشعة ارتكبتها مليشيا الحوثي ضد الأطفال في محافظة الجوف، حيث وقع 51 ألفاً و481 حالة انتهاك ارتكبتها وتسبب فيها الحوثيون بحق الأطفال خلال الفترة من 2015 إلى مايو 2019، حيث قام الحوثيون بقتل 39 طفلاً وإصابة 65 آخرين بينهم 32 طفلاً يعانون من الإعاقات والتشوه.
يُضاف إلى ذلك، تلك الجريمة ذات الأبعاد الخطيرة على الأمدين القريب والبعيد، إذ قامت المليشيات بتجنيد 165 طفلاً واحتجاز 12 شخصا دون السن القانونية، ضمن سياسة تجنيد للأطفال ينفِّذها الحوثيون في مختلف المناطق التي يسيطرون عليها
في الجوف تحديداً، حرمت مليشيا الحوثي نحو 25 ألف طفل من تعليمهم الأساسي بينهم آلاف الأطفال النازحين من خارج المحافظة، كما نزح أكثر من 20 ألف طفل من مديريات المحافظة التي تحتدم فيها المواجهات ضد الانقلابيين.
وبينما تكشّفت هذه المعلومات المروِّعة، كان مجلس الأمن شاهداً على سلسلة إقرارات بجرائم الحوثيين ضد الأطفال، وبات من المنتظر تحرك دولي ضد هذه الانتهاكات.
منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة بالأمم المتحدة مارك لوكوك أكّد أمس الاثنين في جلسة مجلس الأمن، أنَّ الأوضاع الإنسانية في اليمن تتجه نحو الأسوأ، وبخاصةً مع العراقيل التي تضعها مليشيا الحوثي أمام محاولات الأمم المتحدة مساعدة المدنيين، لافتاً إلى أنّ أطفال اليمن يموتون بسبب عرقلة الحوثي للمساعدات.
وقال لوكوك خلال الجلسة التي عُقدت لمناقشة تطورات الأوضاع في اليمن، إنَّ 80% من الشعب اليمني يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، وأنّ مليشيا الحوثي عرقلت 55 بعثة دبلوماسية للأمم المتحدة لليمن، محذراً من عواقب عدم الالتزام باتفاق ستوكهولم.