الإصلاح والمعركة الافتراضية في عدن

الإصلاح والمعركة الافتراضية في عدن

أحمد سعيد الوافي

المزيد
من يسمع خطاب الإصلاح يعتقد أن عدن اليوم ثكنة عسكرية والبنادق كل في صدر الآخر، فيما الحقيقة تبقى غير ذلك.

بدأ الأمر باستفزاز الانتقالي وقوى الحراك من خلال مقال منسوب لمروان الغفوري يتحدث عن قصر المعاشيق أنه ملك لعلي محسن وأن علي محسن طالب بالإيجار ومن تلك الخزعبلات.

الحماية الرئاسية وعناصر محسن شكلت غرفة عمليات إشاعة وتواصل مع كل الإعلاميين والسياسيين، ويتحدثون بشكل يوحي بمظلومية أن الانتقالي يستهدفهم وأنه سيعلن انقلابه والسيطرة على المعاشيق.

طبعاً بعدها بدأت إشاعات أجهزة الإصلاح الإعلامية بأن الانتقالي يستهدف دخول المعاشيق والبنك المركزي، وهذا بعد إتمام عملية الربط لبنك مأرب والتي شكلت لطمة في وجه الإصلاح ونسبوا تسجيلات لمهران القباطي وفي نفس الوقت تم نفيها لتبقى كاشاعة متداولة في أيديهم، ورسمياً يثبتون أنها كذبة وغير ملزمة قانونياً لهم أمام التحالف.

بدأت تحركات فعلية على الأرض وتجميع مليشيا للإصلاح وتجميع أمن تحت مسمى تدريب وتأهيل..
استعدادات ميدانية في المعسكرات المحسوبة على معسكرات شرعية الإصلاح ومتاريس جديدة وفي منزل وزير الداخلية لاحظت ذلك واضحاً..

مطالبات عناصر الإصلاح للرئيس هادي للرجوع إلى عدن ومطابخ الإصلاح تنشر معلومات عن لقاء هادي بالسفير السعودي وتسليمه رسالة نية هادي العودة إلى عدن، وبحسب تلك المصادر طالب هادي من السعودية أن تتخاطب مع الإمارات بكف تصرفاتها المزعجة تجاهه، وكأن الإصلاح يريد أن يقنع الناس أن الإمارات والانتقالي هي من تقف وراء بقاء هادي مغترباً وليس الإصلاح ومحسن وعبدالله العليمي الذين أرادوا عزله تماماً، في حين أصبح الرئيس هادي في حالة صحية متدهورة جداً جداً، وربما يكونون هم وعبر طاقمه الصحي يعطونه أدوية تعمل على إنهائه وتسميمه.. وبحسب المعلومات فإن هادي يتم معالجته من قبل فريقه لعمل مقابلة نصف ساعة بعدها يمرض لأسبوعين متواصلين، وجميعنا نعرف أن الإصلاح هو وراء إبقائه في الرياض وعزله وتشكيل جماعة حاكمة من العيسي ومحسن والعليمي وجلال واليدومي والآنسي.

توزع خطاب الإصلاح بين من يشيع معلومات عن قيام الانتقالي بالتحركات للسيطرة، وبين خطاب استفزازي يطلق عبارات استفزازية يقلل من قدرة الانتقالي على ذلك وبأن الانتقالي لا يمتلك قراراً بأن يتخذ أي إجراء، وأنهم لا يخشون تحركاته في عملية تشبه تلك العاهرة التي أقسمت بأنها قادرة على إغواء ذلك الزاهد ليعتدي عليها ويضاجعها.

في مكان آخر ألوية الإصلاح تهاجم النخبة الشبوانية وعناصر الإصلاح في سقطرى ووزيرها كفاين والمحافظ يعتدون على أفراد الحزام الأمني.

كل هذا والانتقالي منشغل وبكل طاقته في مواجهة العدو الحوثي في الجبهات في الضالع وفي جبهات عدة، في حين الحوثي يستميت بكل قواته في مواجهة الانتقالي والعمالقه بالتزامن مع كل هذه الحرب القذرة التي تشن على الجنوب من الإصلاح وأدوات محسن وتستخدم اسم الشرعية ومؤسساتها غطاءً.

الانتقالي لم يأبه لهذه التحركات ويحاول بدبلوماسية عالية وبشكل مفاجئ للجميع عدم الانجرار إلى هذا المربع من الصراع الذي يرى بأنه لا يخدم إلا العدو، واكتفى بنقل الصورة للسعودية والتي مارست ضغوطها على الإصلاح ومحسن وأدواتهم لإيقاف هذه الحرب التي من طرف واحد،
هذا في حين أن الانتقالي وبصورة مؤكدة أن لديه من القوة العسكرية المدربة والمؤهلة ما تجعله يكسب المعركة بساعات وليس أياماً، لكنه يفضل الانتصار السياسي هذه المرة، ويبدو أن الانتقالي قد استفاد من تجارب عدة، وأصبح يفكر بعقلية الدولة لا عقلية المسلح والمقاتل.

فيما الإصلاح يعجز حتى اللحظة عن الإفصاح عن كل نواياه ببيان سياسي واحد يجنبه كل هذا العناء وتمثيل الأدوار وحالة الانفصام المفضوح وبما ينعكس عليه وبالاً سيكون مآلاته قتل ما تبقى من الفرص لبقائه كمكون شريك في مشروع قادم، كون هذه الجماعة لا تقوى على الشغل العلني الواضح، لأن الخفافيش يخشون النور ولا يستطيعون العمل إلا في الظلام.

سيسقط الإصلاح ومحسن ومخططاتهم وسيبقى الجنوب حراً مصاناً برجاله الأوفياء.