سقطرى تلفظ مخطط الإصلاح الخبيث.. الحلم والكابوس في الجزيرة الهادئة

الجمعة 21 يونيو 2019 01:29:00
سقطرى تلفظ مخطط "الإصلاح" الخبيث.. الحلم والكابوس في الجزيرة الهادئة

منذ عشرات السنوات، وعلى امتداد عُمر جماعة الإخوان الإرهابية الذي يعج تاريخها بسياسات المصلحة والانتهازية، تدرك "الإنسانية"، حجم التحرشات السياسية التي يرتكبها حزب الإصلاح تطبيقًا لهذه السياسة الفاشلة.

تحركات "الإصلاح" في سقطرى فضحت المؤامرة الخبيثة التي ينفِّذها الحزب في هذه الجزيرة الهادئة الآمنة، فذراع الجماعة الإرهابية يسعى جاهداً لنقل شرارة التوتر إليها وغرس بذور التوتر فيها من خلال إشعال توترات وصدامات جانبية، تستهدف في المقام الأول محاولة السيطرة على عدد المناطق على غرار تلك الخطة الإخوانية المُطبَّقة في محافظة تعز.

إلا أنّ هذا الحلم الإخواني أصبح يتحوَّل إلى كابوس بفعل الوعي الشعبي الكبير الذي أجهض محاولات "الإصلاح" للسيطرة على موارد الجزيرة الهادئة.

في هذا السياق، تقول مصادر مطلعة لصحيفة العرب الدولية، إنّ حزب الإصلاح الذي تمكّن من اختراق الحكومة الشرعية وقوات الجيش، ضمَّ سقطرى إلى لائحة المناطق التي يريد السيطرة عليها نظراً لأهمية موقعها وثرائها بالموارد الطبيعية مثل حضرموت وشبوة وغيرها.

هذه السياسة الإخوانية غير مستغربة على الإطلاق، فالحزب الذي يعيث في مناطق عديدة ، إرهاباً وإفساداً يُطبِّق مثل هذه الآليات لتوسيع دوائر نفوذه، وجني أكبر قدر من الأرباح لا سيّما "المالية".

حزب الإصلاح، بحسب المصادر، كثّف عن طريق القوات التابعة له، وبالتواطؤ مع مسؤولين محلّيين، من تحرّكاته وتحرّشه بسقطرى ما أثار غضب شعبي عارم.

أهالي سقطرى يخافون نقل شرارة الحرب إلى جزيرتهم بعد أن بدأت تسلك طريقها تدريجياً نحو التنمية وتتجاوز ضعف مرافقها وبناها التحتية وتنشّط دورتها الاقتصادية، بفعل مساعدات كبيرة من دولة الإمارات العربية المتحدة، العضو الرئيس في التحالف العربي.

الصحيفة أشارت إلى أنّ الوضع في سقطرى وصل إلى نقطة الصدام المسلّح، عندما احتجزت قوات تابعة لحزب الإصلاح سفينة محملّة بسيارات مدنية في ميناء الأرخبيل، ثمّ بادرت بإطلاق النار على القائد بقوات الحزام الأمني عصام الشزابي الذي حضر بصفته المدنية صحبة عدد من مرافقيه للتوسّط بشأن الإفراج عن شحنة السيارات العائدة ملكيتها لعدد من سكّان الأرخبيل.

أسفر الحادث عن جرح الشزابي في ساقه ونقله إلى المستشفى، بينما لاذ مطلقو النار بالفرار.

وفي مظهر آخر لحالة التوتّر التي تسبّب بها حزب الإصلاح ومتواطئون معه في سقطرى، قامت قوّة تابعة للإخوان بفتح النار على متظاهرين سلميين خرجوا في مديرية قلنسية بشمال غرب الجزيرة احتجاجاً على قرار المحافظ رمزي محروس في إزالة عدادات الكهرباء.

المظاهرة - بحسب مصادر أهلية - كانت جزءاً من حالة احتقان وغضب شعبي من سلطات الجزيرة وعلى رأسها المحافظ الذي أصبح تنحّيه مطلباً شعبيا عامّا على خلفية اتهامه بسوء التصرّف في الموارد، وتبديده مساعدات كبيرة تلقاها لتحسين الأوضاع الاجتماعية، فضلاً عن خلطه الواضح بين مهامّه الإدارية والاعتبارات الحزبية ومعاملته للأهالي وفق هذا المعيار واستخدامه المساعدات المخصصّة لهم في استمالتهم إلى جانب حزب الإصلاح.

المحافظ الإخواني رمزي محروس أظهر أنّه أقسم على يمين الولاء لدستور الجماعة الإرهابية، وهو ما اعترف به صراحةً أحد القيادي في حزب الإصلاح بسقطرى سالم الشنقبي.

القيادي الإخواني قال إنَّ المحافظ يحاول جاهداً انتهاج سياسة جديدة غير التي سبقها إليه المحافظون السابقون، وهي الانحياز إلى حزب الإصلاح.

الشنقبي وصف القيادي الإصلاحي محروس بأنَّه أكثر المحافظين ذكاءً في إشارة إلى تنفيذه أجندة الإخوان، متوقعاً أنّه سيكون أكثرهم بقاءً في الحكم لعدة أسباب، منها أنّه جمع مصادر القوة في البقاء لمدة أطول، كونه اليد الصلبة لتيار الرئيس عبد ربه منصور هادي ومعاونيه من رجل الأعمال أحمد العيسي ونائب الرئيس الجنرال علي محسن الأحمر، وكلاهما من قادة جماعة الإخوان.

وألمح القيادي الإصلاحي، عن دور تيار أحمد العيسي وعلي محسن الأحمر في تعيين المحافظين وسيطرتهما على قرارات "الشرعية" بالقول: "عندما أيد المحافظ سالم عبدالله، المجلس الانتقالي كانت النتيجة غضب الرئيس هادي وتغييره وعندما أيد المحافظ بن حمدون الإمارات كانت النتيجة وقف اتصالاته مع الرئاسة، ولولا وفاته كانت الإقالة قادمة لا محالة".

"محروس" يُنفّذ أجندة إخوانية شاملة، كان آخرها اعتقال الناشط السياسي والإعلامي سعيد عبدالله الضمداد الذي أطلق سراحه في 12 يونيو الجاري، فضلاً عن طلبِه من اللواء مشاة بحري ومدير أمن سقطرى التوقيع الإجباري على تنفيذ أوامره والالتزام بسياسته الدخيلة التي اختلقها من البداية لتشكل في النهاية حماية رئيسية له والجهات التي ترعاه من دون أن يرتبط ذلك بمصالح المواطنين.

محللون اعتبروا كل هذه التحركات من قِبل "الإصلاح" في سقطرى والأحداث التي رافقتها هي جزءٌ من تراكمات سابقة رافقت جهود التحالف العربي وتحديداً دولة الإمارات لترسيخ الاستقرار في الجزيرة عبر إعادة تحريك عجلة التنمية فيها وفكّ العزلة عن سكّانها، حيث تعرّضت تلك الجهود لحملات تشويه مستمرّة في وسائل إعلام إخوانية وقطرية.