أطباء يجرون جراحة لإحياء عظام ميتة لمريض
نجح أطباء متخصص في جراحة العظام والمفاصل، في إجراء جراحة تقنية لإعادة إحياء عظام ميتة داخل منطقة الحوض عند شاب إماراتي (38 عاماً) قبل الدخول في مرحلة انهدام تلك العظام.
وأوضح استشاري جراحة عظام ومفاصل في أبوظبي، أن هذا الجراحة الأولى من نوعها في مستشفيات أبوظبي الحكومية، بدأت تفاصيلها عند ورود حالة شاب مواطن يشتكي من آلام في الورك الأيسر (منطقة الحوض).
وأضاف الاستشاري أننا اكتشفنا الفحوصات وجود نقص في تغذية الأوعية الدموية لعظمة رأس الورك ما أدى إلى موت جزء من العظام في تلك المنطقة ومن المرشح أن يحدث في تلك العظام انهدام قريب قد يؤدي إلى تدمير المفصل بالكامل.
وبين أن أسباب نقص تغذية الأوعية الدموية قد ينجم في معظم الأحوال عن أمراض وراثية أو أمراض الدم أو خلل في الجهاز المناعي أو شرب الكحوليات وهذا المتعارف عليه طبياً، إلا أن هذه الأسباب لم تتوافر جميعها في المريض وظل السبب مجهولاً.
وتابع على الفور تم التدخل باستخدام التقنية الحديثة قبل حدوث انهدام في العظام الميتة، حيث تم فتح جرح قطره أقل من واحد سم منطقة العظام الميتة في الحوض وتم أخذ 300 ملم من دم المريض في منطقة عظم الحوض (بما يشمل النخاع العظمي) لاستخراج الخلايا الجذعية، ومن ثم تم وضع العينة الدموية في جهاز يقوم بتركيز نسبة الدم واستخراج الخلايا الجذعية وبنسبة تركيز للكمية التي أخذها من المريض تصل إلى سبعة ملم فقط حيث إن الخلايا الجذعية مسؤولة عن بناء العظام مرة ثانية.
وأوضح الطبيب، أنه تم خلط الخلايا الجذعية مع بعض العظام المحتواة على نسيج عظمي منزوع الكلس وعن طريق الأشعة تم فتح ثقب في العظم للوصول لمنطقة العظم الميت وباستخدام المثقاب تم حقن المادة في قناة لتصل إلى منطقة العظم الميت، وساعدت الخلايا الجذعية على إعادة بناء العظم الميت قبل وصول مرحلة الانهدام بفضل التقنية الحديثة وجهاز إعادة التركيز الذي توافر في أبوظبي من وقت قريب.
وقال إنه كان الإجراء في الماضي عند تلك الحالات هو أن يجري الطبيب ثقباً في العظم لتخفيف الألم عن المريض فقط إلا أن التقنية الحديثة ستساعد على استعادة العظم الميت مرة ثانية ومن ثم عدم وجود آلام وقدرة المريض على ممارسة حياته بشكل اعتيادي وأن المرضى الذين يقومون بتلك الجراحة لا يحتاجون إلى تغيير المفصل ولا يحدث بعد الجراحة آثار رجعية وهذا ما لاحظناه على المريض بعد شهرين من الجراحة إذ تمكن من ممارسة حياته بشكل اعتيادي.
وأكد أنه على الرغم من عدم دقة نسب نجاح الجراحة عالمياً إلا أن هناك إجماعاً على أن النسبة تتجاوز 50 في المئة كبديل عن تكسر عظام المرضى أو الحاجة إلى جراحات زراعة عظام.