بيان بن دغر وانتهازية الحالِم بالسلطة.. مخطط انقلابي بتسويق إخواني
"لم يعد الأمر خافياً على أحد أن أهداف (التحالف) في اليمن قد تغيرت وتبدلت".. لم يخرج هذا الحديث عن عبد الملك الحوثي أو أحد أذرع مليشياته الإرهابية، لكنّه صدر عمن كان قبل فترة قليلة الرجل الثاني في الشرعية، أحمد عبيد بن دغر رئيس الوزراء السابق المحال للتحقيق.
نشر بن دغر مقالاً، رغم استهلاله بإعرابه عن تقدير دور السعودية التي تقود التحالف، ضد المليشيات الانقلابية، لكنَّه تضمن هجوماً مريباً على التحالف، زعم فيه أنّ أهدافه تبَّدلت وتغيّرت، في حديثٍ لا يختلف كثيراً عن خطابات الحوثيين التي تصف التحالف بـ"العدوان".
رئيس الحكومة السابق حاول اللعب على الوتر الصعب، مدعياً أنّ مخاطر تقسيم تُحيط بدول التحالف، ثم دعا إلى ترك الحرية لليمن من أجل تحديد مصيره.
يُعرف عن أحمد عبيد بن دغر على مدار تاريخه بأنّه انتهازي من المقام الأول، يُبدل أهواءه وتوجهاتها ليل نهار على النحو الذي يُحقق مصالحه، من كونه يسارياً متطرفاً إلى الانضمام لحزب المؤتمر عقب الوحدة، ثم الانضواء تحت لواء الرئيس عبد علي عبد الله صالح قبل أن تحاصره الأزمات، وبعد ذلك مع الرئيس عبد ربه منصور هادي والشرعية والتحالف، قبل أن ينقلب مرة أخرى.
ما يجري على الأرض يكشف مساعيَ واضحة من قبل بن دغر ليعود إلى الساحة السياسية، وأخذ يُسوِّق نفسه لأن يكون بديلاً للرئيس هادي الذي تحدّثت تقارير في الأيام الأخيرة، عن أزماته الصحية التي قد تبعده عن المنصب.
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل بدا وكأنّه مخطط ومدبر، وهنا فاحت رائحة حزب الإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية، الذي احتضن "بن دغر" بعد إقالته من منصبه على خلفية قضايا فساد، ثم بدأت المرحلة الثانية وهي إعادة تسويق الرجل من جديد.
وسائل إعلام إخوانية سرعان ما تلقّفت تصريحات عبيد بن دغر ونشرتها على صعيد واسع، وباتت تردّد أحاديث عما وصفته بالفشل الراهن، وأخذت تشن هجوماً واسعاً على التحالف عبر كتائبها الإلكترونية، ثم أخذت تسوِّق لضرورة إحداث تغيير في المشهد.
ولوحظ أنّ الدور الإخواني لم يكن على المستوى السياسي أو الرسمي عبر قادة الحزب، لكنّه اكتفى بالتسويق إعلامياً، وبينما تضمّن بيان بن دغر تطاولاً على دول التحالف، فلم يصدر عن "الشرعية" تعليقاً يدين هذا الموقف المستهجن، ما يشير إلى دور لـ"الإصلاح" في هذا الصدد.
ويهدف "الإصلاح" إلى مزيدٍ من الاختراق في صفوف الشرعية بغية توسيع دائرة نفوذه، وهنا توافقت مصالحه مع بن دغر،بعدما جمعتهما العديد من الروابط في السابق، حتى بات الكثيرون يصفونه بأنّه أصبح إخوانيا.ً
تسويق الإخوان لإيجاد بديل للرئيس هادي، وهو "بن دغر" في هذه الحالة، تسعى من خلاله الجماعة الإرهابية إلى التغطية على جرائمها التي فُضِحت في الآونة الأخيرة، لا سيّما قضايا الفساد التي تحاصر قادة "الإصلاح" وتقاربهم مع الحوثيين، وتشكيل "محور شرير" عمّق أزمة اليمن.
بيان بن دغر تضمَّن كذلك مصادرة ضمنية لحق الجنوب في تحديد مصيره وفك الارتباط عن الشمال، وحاول بث القلق لدى دول التحالف بأنّ مخطط التقسيم تحاصرها، وهنا يمكن قراءة تناغم بين رئيس الوزراء السابق وحزب الإصلاح الذي جُنَّ جنونه من النجاحات منقطعة النظير التي حقَّقها المجلس الانتقالي الجنوب نحو استعادة دول الجنوب، وهنا لجأ "الإصلاح" إلى استخدام بن دغر الذي حاول إشاعة الفوضى في مناطق جنوبية في السابق.