الانتقالي نحو تحرير الجنوب.. لوحةٌ ترسم ملامح وطن
تواصل القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، جهودها الدؤوبة نحو تحقيق حلم الشعب، المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط.
وفيما يواجه الجنوب أكثر من عدو في وقت واحد، فإنّه يملك قيادة سياسية واعية وقوات مسلحة باسلة وشعبًا واعيًّا، وهي أضلاعٌ ثلاثة تُشكّل مثلثًا جنوبيًّا قويًّا، يستطيع أن يقهر أعداءه.
وكانت مشاركة المجلس الانتقالي في المحادثات مع حكومة الشرعية في نوفمبر الماضي، تعبيرًا عن حنكة سياسية كاملة تتحلى بها القيادة الجنوبية، حاول من خلالها ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية بعدما عمل حزب الإصلاح الإخواني المخترق لحكومة الشرعية على تشويه بوصلة هذه الحرب على مدار السنوات الماضية.
على الوضع العسكري، تبذل القوات المسلحة الجنوبية كثيرًا من التضحيات والجهود دفاعًا عن أراضيها ولطرد الأعداء الذين تكالبوا من أجل النيل من أمن الجنوب واستقراره.
لا يقل أهمية عن ذلك ضرورة تكاتف مختلف الكيانات الجنوبية خلف المجلس الانتقالي من أجل مواجهة التحديات الراهنة والتصدي لها عبر محور جنوبي قوي وموحد يدرك أهدافه ويسير وراءها بحنكة شاملة.
ويرى رئيس الجمعية الوطنية الجنوبية اللواء أحمد سعيد بن بريك أنَّ المجلس الانتقالي الجنوبي يسير في خطى ثابتة لاستعادة الجنوب كامل السيادة.
بن بريك قال خلال لقائه مع أعضاء هيئة الوفاق الجنوبي – الجنوبي، برئاسة أحمد عمر المرقشي الرئيس الفخري للهيئة، إنّ كل الظواهر السلبية التي ظهرت على السطح منذ عام 2011م وتفاقمت أكثر بعد الحرب الأخيرة على الجنوب 2015م ، سيتم القضاء عليها قريباً بقوة القانون.
وأضاف خلال الاجتماع أنَّ قيادات المجلس الانتقالي ثابتة على عهدها، وأنها ماضية على درب الشهداء، ولن تفرط قيد أنملة في أراضي الجنوب، مرحّبًا بمبادرة الحوار الجنوبي الشامل لكل المكونات والأطياف السياسية والحزبية التي من خارج المجلس الانتقالي الجنوبي، والتي من خلالها ترسم لوحة وطنية جامعة تعكس حسن نوايا المجلس الانتقالي الجنوبي في قبول الآخر.
ولفت الاجتماع إلى حرص المجلس الانتقالي الشديد على توحيد الصفوف ولم شمل الجنوبيين في وعاء واحد يصب في مصلحة الجنوب عامة.
كما ناقش الاجتماع دور هيئة الوفاق الجنوبي – الجنوبي، المكمل لدور المجلس الانتقالي الجنوبي، وللعمل والمجهود الطوعي والذاتي الذي تبذله الهيئة من أجل الحفاظ على الجنوب وترسيخ دعائم الأمن والسلام.
وتطرق اللقاء إلى ترتيبات وضع الجنوب، لما بعد اتفاقية الرياض، وكذلك تعزيز الجبهة الداخلية الجنوبية، وشدد على ضرورة تفعيل دور الإعلام الجنوبي لنقل ما يحدث على الساحة والواقع بكل شفافية للمواطن، فضلا عن مناقشة ظاهرة البناء العشوائي والبسط على الأراضي الجنوبية وبالذات في العاصمة عدن ومحافظتي لحج وأبين ، والإجراءات المتبعة لمجابهة هذا الزحف العمراني الخطير في المرحلة القادمة، وكذلك قضية انهيار العملة المحلية وضررها على الوضع الاقتصادي والمعيشي لدى المواطن في الجنوب.