جرائم الحوثيين في التعليم.. داءٌ ليس له دواء
تعرّض قطاع التعليم في اليمن لسلسلة طويلة من الاعتداءات المروّعة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية على مدار سنوات الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014.
المليشيات الحوثية اتخذت كثيرًا من الإجراءات التي تستهدف إهمال قطاع التعليم بشكل كامل، وأحدث هذه الانتهاكات هو فرض دفع ألف ريال على الأقل على كل طالب في المدارس للإسهام في تمويل المجهود الحربي.
لم يكن القرار الحوثي هو الأول من نوعه، إذ بدأت المليشيات تنفيذه في صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة لها، مع التشديد على حرمان أي طالب أو طالبة من دخول المدرسة إذا لم يلتزم بدفع المبلغ المحدد شهريًّا والذي يبلغ في حده الأدنى ألف ريال.
كما فرضت المليشيات الحوثية في بعض مدارس إب الحكومية دفع خمسة آلاف ريال شهريًّا، على الرغم من المعاناة التي يعيشها السكان بسبب قطع رواتب الموظفين بمن فيهم المعلمون أنفسهم، وبسبب فقد وظائفهم جراء الحرب.
ويرى المحلل السياسي السعودي الدكتور أحمد الشهري أنَّ تدمير مليشيا الحوثي لقطاع التعليم في اليمن، أصبح خطر يصعب علاجه.
الشهري قال في تغريدة عبر "تويتر": "مليشيا الحوثي الإنقلابية خلال خمس سنوات من احتلال اليمن استطاعت تفخيخ عقول الطلبة والمناهج التعليمية بالفكر المذهبي الطائفي الصفوي المدمر وهذا سيجعل اليمن ودول الإقليم والعالم أمام خطر داهم يصعب علاجه".
المليشيات الحوثية عملت خلال سنوات الحرب على تحويل المدارس إلى ساحات للتطييف والتجنيد، وحشد المقاتلين من المراهقين وصغار السن.
وكشفت تقارير حقوقية حديثة أنَّ نحو 4,5 مليون طفل تسربوا وحُرموا من التعليم بسبب تدمير المليشيات للمدارس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وسعيها إلى تعطيل العملية التعليمية والاستفادة من الأطفال في التجنيد والزج بهم في جبهات القتال، إضافة إلى وضع مناهج تدعو للطائفية والكراهية وتهدد النسيج الاجتماعي.