متى يتحول الترحيب الدولي بالسلام إلى خطوات فاعلة على الأرض؟
منذ أن ألقت جائحة كورونا بظلالها على الأوضاع العالمية طفت على السطح دعوات عديدة للسلام، كان آخرها ما أعلن عنه المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث قبل أيام قليلة، وهي الدعوة التي لاقت ترحيباً دولياً كبيراً، لكن ذلك الترحيب لم يتم ترجمته حتى الآن ليكون أمراً واقعاً على الأرض.
ويتساءل العديد من المواطنين عن مدى رغبة المجتمع الدولي في إنهاء الأزمة اليمنية وكذلك الأمر بالنسبة للعديد من النزاعات المشتعلة في منطقة الشرق الأوسط، غير أن الإجابة على ذلك السؤال دائما ما تكون غائبة، لأن الدافع الأساسي نحو الساعي يبدو غائباً حتى الآن حتى في أعقاب تفشي وباء كورونا الذي أصاب أكثر من مليون مواطن حول العالم.
إذا نظرنا إلى مواقف القوى الإقليمية فإن جميعها أيدت خطوات الأمم المتحدة لكنها لم تستغل الوضع القائم للضغط على المليشيات الحوثية باستثناء قرار ضمني للولايات المتحدة التي علقت مساعداتها الإغاثية في مناطق سيطرة الحوثي وهي المساعدات التي كانت تستخدمها المليشيات لدعم أنشطتها، لكن القرار قد يتضرر منه بعض الأبرياء الذين قد تتسرب إليهم بعض المساعدات في حين أنه لا يكفي لإرغام الحوثي على التهدئة.
ويرى مراقبون أن المجتمع الدولي مازال يغض الطرف عن الجرائم الحوثية ويخشى أن يدخل في صراعات مباشرة مع إيران الداعم الرئيسي للمليشيات الحوثية، وأن هناك حسابات سياسية عديدة تدفع باتجاه عدم وجود رغبة حقيقية لإنهاء النزاع، تحديداً وأن الجميع يعًول على توازنات سياسية مختلفة فيما بعد عصر انتشار كورونا الذي كشف عن ضعف العديد من الأنظمة الدولية.
أطلق مبعوثو الأمين العام للأمم المتحدة في الشرق الأوسط، دعوة مشتركة لكل الأطراف المتنازعة في عدة دول بينها اليمن للتفاوض على وقف فوري للأعمال العدائية.
وحث مبعوثو الأمم المتحدة، الأطراف على وقف الانتشار السريع لفيروس "كورونا"، والاهتمام بمحنة المعتقلين والمختطفين والمفقودين وللإفراج الإنساني عن هؤلاء.
وأكد بيان للأمم المتحدة، أن العديد من الأطراف استجاب بإيجابية لنداء الأمين العام، ولكن ما يزال هناك المزيد لترجمة هذه الكلمات إلى أفعال.
ودعا البيان، جميع الأطراف إلى المشاركة، بحسن نية ودون شروط مسبقة، في التفاوض على وقف فوري للأعمال العدائية المستمرة، والحفاظ على وقف إطلاق النار الحالي، ووضع وقف إطلاق نار أكثر ديمومة وشمولاً، والتوصل لحلول طويلة الأمد للصراعات المستمرة في جميع أنحاء المنطقة.
وناشد البيان، الجميع بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتخفيف حدة التوترات والعمل على حل الخلافات من خلال الحوار أو التفاوض أو الوساطة أو الوسائل السلمية الأخرى.
وجدد البيان، الدعوة لجميع الأطراف إلى تسهيل الوصول والمساعدات الإنسانية إلى النازحين داخلياً واللاجئين، والمجتمعات المحاصرة، وجميع الذين دمرتهم الحرب والحرمان، دون تحيز أو تمييز.
فيما شدد المبعوث الأممي لليمن، مارتن غريفيث، على ضرورة وقف العمليات العسكرية، بعد ظهور أول حالة إصابة مؤكدة بفيرس كورونا.
وقال، في بيان، الجمعة، "أصبح وقف القتال بشكل عاجل أمرا مصيريا وحاسم الأهمية بعد ظهور أول حالة كورونا مؤكدة".
وكشف عن إرسال نسخة منقحة من مبادرة السلام، نصت على وقف إطلاق نار يشمل عموم البلاد، وإجراءات اقتصادية لتخفيف معاناة المدنيين، ودعم قدرة اليمن على التصدي لتفشي فيروس كورونا، والاستئناف العاجل للعملية السياسية.
وحث الأطراف على قبول الاتفاقات المقترحة بدون تأخير، داعيا إلى البدء في العمل معًا من خلال عملية سياسية رسمية لإنهاء الحرب بشكل شامل، وأردف: "المجتمع الدولي مستعد لتقديم الدعم والضمانات لتلك العملية".