تركيا تشهر سلاحي المرتزقة والمساعدات بحثاً عن موطأ قدم في الجنوب
ضاعفت تركيا من تدخلاتها الخارجية في الإقليم خلال السنوات الماضية وهو ما أفرز عن وجود قوات لها في العديد من البلدان العربية والإفريقية ولعل ذلك يظهر واضحاً في سوريا وليبيا والصومال، وتسعى لاستكمال المخطط بالتوجه نحو الجنوب العربي، بالإضافة إلى مناطق عديدة تشكل أهمية قصوى للتنظيم العالمي للإخوان الذي تعمل لصالح تمدده.
وبالنظر إلى أدوات تركيا في البلدان التي تتواجد فيها فإنها دائما ما ترسخ تواجدها على عنصرين أساسيين، الأول يتمثل في المساعدات الإنسانية التي تقدمها وكالة التعاون والتنسيق "تيكا"، وهي وكالة حكومية تركية تنشر مكاتبها في أكثر من 30 بلد إفريقي وكذلك عدد من البلدان العربية، وتقوم بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية والأنشطة الخيرية التي تكون مقدمة للتواصل المباشر مع المواطنين بما يؤسس لتواجدها.
أما العنصر الثاني فيتمثل في تمويل المرتزقة الذين يشكلون مقدمة لتدخلها عسكريا بشكل مباشر، ولعل ذلك ما وضح أمام العالم أجمع في سوريا وليبيا، إذ أنها تستخدم تلك المرتزقة لتهيئة البيئة نحو الفوضى.
بالنظر إلى حالة الجنوب فإن تركيا تستخدم هذين السلاحين أيضاً، إذ نظمت وكالة "تيكا"، مطلع الشهر الجاري دورة تدريبية لـ 90 كادرا طبيا في مدينة خور مكسر وذلك بالتعاون مع الشرعية التي تحاول أن تبحث عن موطأ قدم لتركيا في الجنوب.
وبحسب منسق وكالة تيكا في اليمن عبد الله صاري، فإن الوكالة ستنفذ دورات تدريبية مشابهة للعاملين في القطاع الصحي بمحافظات لحج وأبين والضالع خلال الأيام القليلة القادمة، ما يبرهن على توجه تركيا نحو مزيد من المؤامرات التي تحاكيها لاستهداف الجنوب.
وعلى الجانب الآخر بدأت أسرار المؤامرة التركية على دولة الجنوب بالتواطؤ مع إخوان اليمن تتكشف أمام العالم كله.
كشف الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة الليبية، أحمد المسماري، في مؤتمر صحفي، عن معلومات خطيرة حول ما تنفقه تركيا من أموال باهظة لحساب حزب الإصلاح الإخواني.
أكد المسماري، أن تركيا تعد مجندين سوريين لدفعهم لمساعدة حزب الإصلاح، كاشفا أن المرتب المعروض لكل فرد منهم خمسة آلاف دولار، و850 ألف ليرة عند دخول الأراضي التركية.
وشدد الناطق على أن الإغراءات التي تقدمها تركيا تستهدف من ورائها إيجاد منفذ لها في البحر الأحمر، وتهديد الملاحة البحرية في هذه المنطقة.
ذَّرت صحيفة العرب" اللندنية، الشهر الماضي من اهتمام تركيا بوضع اليمن على خارطة تدخلاتها في الإقليم، وقالت إنّ قيادات إخوانية مرتبطة بأنقرة تلوّح بفتح الباب على مصراعيه أمام التدخل التركي في اليمن.
وأضافت الصحيفة: "يرصد متابعون للشأن اليمني ارتفاعًا ملحوظًا بمستوى تدخل تركيا في اليمن بالتنسيق المباشر مع قطر وعناصر تنظيم الإخوان الإرهابي وقياداته المتواجدين في اسطنبول، باستخدام الأذرع الأمنية والاستخبارية التركية العاملة تحت لافتة مؤسسات العمل الإنساني مثل هيئة الإغاثة الإنسانية التركية".
وأفادت مصادر سياسية بأنّ النظام التركي ما زال يتلمس طريقه نحو الملف اليمني، ويعزز تواجده السياسي والإعلامي والاستخباري في الساحة اليمنية، انتظارا للتحولات التي قد يشهدها اليمن.
واحتفت وسائل الإعلام التركية بتصريحات المدعو صالح الجبواني التي كشف فيها عن اتفاق مع نظيره التركي على تشكيل لجنة مشتركة لوضع مسودة اتفاقية تنظم التعاون والدعم والاستثمار التركي بقطاع النقل في اليمن.
وكشفت المصادر أنّ المدعو أحمد الميسري أجرى زيارة مماثلة لأنقرة لم تكشف عنها وسائل الإعلام، وأشارت إلى تواجد عدد كبير من قيادات حكومة الشرعية في تركيا، مؤكدة أن هؤلاء استفادوا من التسهيلات التي تقدمها لهم الحكومة التركية.
وأوضحت المصادر أنَّ المسؤولين التابعين للشرعة المقيمين في تركيا، لعبوا دورا في تعزيز النفوذ التركي في اليمن من خلال الصفات الرسمية التي تمنحهم مساحة كافية للاقتراب من دوائر صنع القرار في حكومة الشرعية، والتأثير عليها لصالح الأجندة التركية.
ونبهت إلى أن أنقرة تكشف بشكل متزايد عن موقف مناوئ للتحالف العربي وعن توجّه لاستخدام الملف اليمني كمنصة لصراعاتها الإقليمية.