أطفال اليمن يواجهون الموت على الجبهات وداخل السجون
يجد الملايين من أطفال اليمن أنفسهم معرضين للموت في كل يوم وكل لحظة بفعل جرائم مليشيا الحوثي ضدهم والتي لا تتوقف ليل نهار في محاولة لاستخدامهم كوقود في الحرب التي تخوضها منذ انقلابها على الشرعية في العام 2014، فيما تزج بالآلاف من الأطفال الآخرين الذين رفضوا الانصياع لأوامرها داخل السجون لتعرضهم أيضاً للموت في ظل ظروف صحية صعبة يعاني منها العالم كله.
تقوم المليشيات الحوثية بتجميع واستدراج الأطفال من القرى والحارات عبر المشرفين الثقافيين والأمنيين والنزول الميداني في المناسبات والمحاضرات والمدارس، تحت شعار الدورات الثقافية المتنوعة، ويتم التركيز على أبناء القبائل، والفئات المهمشة، والأحياء الفقيرة، قبل أن تزج بهم إلى الجبهات أو تقوم بحبس آخرين يرفضون تنفيذ أوامرها.
ناشدت مديرة منظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسف، هنريتا فور، السلطات في مختلف الحكومات، الإفراج بشكل عاجل عن جميع الأطفال المحتجزين، ليعودوا بشكل آمن إلى عائلاتهم"، ودعت إلى وقف فوري لعملية إدخال أي طفل جديد إلى مراكز الاحتجاز.
وقالت في بيان، اليوم الاثنين، إنه "يتعرض حاليًا مئات الآلاف من الأطفال في السجون ومراكز الاحتجاز في دول مختلفة حول العالم لخطر الإصابة بفيروس كورونا.
ونبهت إلى أنه "يُحتَجَز العديد من هؤلاء الأطفال في أماكن ضيقة ومكتظة تمنع حصولهم على ما يكفي من خدمات التغذية والرعاية الصحية والنظافة"، مؤكدة أنه تشكل ظروفًا مواتية إلى انتشار أمراض مثل كورونا.
وحذرت، في بيانها، من أن الأطفال المحتجزين أكثر عرضة للإهمال وسوء المعاملة فيما يتعلق بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، خاصة في حالة تأثر مستويات الإدارة أو الرعاية بجائحة كورونا أو بتدابير احتوائها.
وشددت على ضرورة إطلاق سراح جميع الأطفال، وعلى رأسهم المعرضين لخطر الإصابة بفيروس كورونا بسبب ظروف تتعلق بحالتهم الصحية والجسدية والنفسية.
وكشفت مديرة يونيسف، عن إصدار إرشادات بشأن الإجراءات الرئيسية الواجب على السلطات اتخاذها لحماية الأطفال المحرومين من حريتهم أثناء جائحة كورونا، وعبرت عن استعدادها لمساعدة السلطات في التحضير لعملية إطلاق سراح الأطفال، وتحديد الظروف الآمنة لهم.
وتشير تقارير حكومية إلى أن مليشيا الحوثي قامت بتجنيد 30 ألف طفل منذ انقلابها على الشرعية، فيما تؤكد تقارير حقوقية محلية ودولية ارتكاب الميليشيات “جرائم حرب” بحق الطفولة في اليمن، في تحدٍّ صارخ لكل القوانين والمواثيق المحلية والدولية التي تجرم تجنيد الأطفال والزج بهم في الصراعات والحروب.
وتسير مليشيا الحوثي على نفس نهج إيران والتي استخدمتهم في العديد من الحروب التي خاضتها في الماضي، فيما توظف الأطفال لدعم المليشيات الإرهابية التي تدعمها في بلدان عربية مختلفة.
ورصد تقرير حقوقي عن ارتكاب ميليشيات الحوثي 65 ألفا و971 واقعة انتهاك ضد الطفولة في 17 محافظة مختلفة خلال الفترة من 1 يناير 2015م وحتى 30 أغسطس 2019م.
وأفادت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، في بيان لها، بمناسبة اليوم العالمي للطفولة في 20 نوفمبر الماضي، أنها رصدت هذه الانتهاكات الحوثية ضد الطفولة بالتعاون مع 13 منظمة دولية.
كما أوضحت أن الميليشيات الحوثية قتلت خلال نفس الفترة 3 آلاف و888 طفلا بشكل مباشر، وأصابت 5 آلاف و357 طفلاً، وتسببت بإعاقة (164) إعاقة دائمة جراء المقذوفات العشوائية على الأحياء السكنية المكتظة بالأطفال.
وذكر البيان أن الميليشيات قامت باختطاف (456) طفلا ومازالوا في سجون الميليشيا حتى اللحظة، وتسببت بتهجير 43 ألفا و608 أطفال آخرين وجندت نحو 12 ألفاً و341 طفلاً وزجت بهم في جبهات القتال المختلفة.
وطالبت الشبكة المجتمع الدولي بالخروج عن صمته والتحرك الجاد لوقف تلك الانتهاكات بحق الطفولة والجرائم المنافية لكل القيم والمبادئ الأخلاقية والأعراف الدولية والإنسانية والقوانين المحلية وتنفيذ القرارات الصادرة عن مجلسي الأمن وحقوق الإنسان، وتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية تجاه ما يتعرض له الأطفال في اليمن، من استهداف مباشر لكل حقوقهم المعترف بها دوليا وفق القانون العالمي لحقوق الطفل وعلى رأسها حق الحياة والتعليم وغيرها.