حملات تجنيد حوثية تدفع نحو تصعيد عسكري وتأزيم سياسي
في الوقت الذي يزداد فيه زخم الحديث عن خطة أممية تقول الأمم المتحدة إنها ستطرحها قريبا للحل السياسي الشامل، تبعث المليشيات الحوثية برسالة مفادها أنها عازمة على التصعيد العسكري.
المليشيات الحوثية أطلقت مؤخرا، حملة واسعة لتجنيد طلاب المدارس بمناطق سيطرتها، استكمالا من المليشيات لسيناريو الزج بالمدنيين في المعارك.
زعيم المليشيات المدعو عبدالملك الحوثي، وجه بنزول وزراء حكومته غير المعترف بها ومشرفي المليشيا الإجرامية إلى قرى المحافظات الخاضعة لسيطرتهم لتدشين حملة تجنيد جديدة تستهدف أساساً طلاب المدارس والمراهقين.
الخطوة الحوثية وهي تحمل نوايا للمليشيات للعمل على إطالة أمد الحرب خلال الفترة المقبلة، فهي ترمي إلى إفشال مبكر لأي جهود سياسية ما من شأنها أن تدفع نحو ترسيخ أطر الحل السياسي.
ميدانيا، تعبر الخطوة الحوثية عن مساع واضحة لتعويض الكم الهائل من الخسائر الميدانية التي تعرضت لها المليشيات في الجبهات على مدار الفترات الماضية، سواء على يد القوات المسلحة الجنوبية أو التحالف العربي.
وضع المليشيات الحوثية سيناريو التصعيد العسكري وهو ينذر بحرب طويلة الأمد تشنها المليشيات المدعومة من إيران، فإن حالة من التأهب يتوجب فرضها لا سيما في الجنوب الذي وضعه الحوثيون على قائمة الاستهداف بينما تصطدم هذه التحركات المشبوهة بنضال عسكري جنوبي كبير.
ويبدو أن المليشيات الحوثية تريد الانتقام لصورتها التي تم تدميرها بفعل الضربات الساحقة التي تلقتها على يد القوات المسلحة الجنوبية في شبوة، والتي امتدت كذلك في مأرب، وما شكله ذلك من تهديد مباشر على مشروع المليشيات للسيطرة على تلك المحافظة كنافذة للتوغل أكثر في الجنوب.
سياسيا، فهناك قناعة ترسخت لدى المليشيات بأن ضمان وجود مكان لها في العملية السياسية أمر لن يتحقق من دون أن تنهي المشهد العسكري بضربة على الأرض، بما يمكنها من الحضور السياسي على طاولة التفاوض.
لكن هذا التوجه سيكون مريبا إلى حد بعيد، فوجود فصيل مسلح يتعامل بمنطق حكم العصابات سيكون أمرا خطيرا على الأمن الإقليمي، إذ سيظل هذا المكون المسلح خاصرة يمكن توظيفها لضرب الاستقرار في أي مرحلة من المراحل.