مواجهات الخشعة.. هل دخل وادي حضرموت حرب استنزاف؟
رسمت اشتباكات وقعت في مناطق وادي حضرموت بين قبليين وعناصر من المليشيات الإخوانية الإرهابية (المنطقة العسكرية الأولى) المحتلة لمنطقة وادي حضرموت، خطوطًا لمرحلة جديدة تدخلها الأزمة الأمنية المعقدة هناك.
منطقة الخشعة في وادي حضرموت شهدت اشتباكات عنيفة بين قبليين من أبناء قبيلة نهد في مجمع النهدي، وعناصر مليشيا الشرعية الإخوانية، ما يعكس حجم الانهيار الأمني المتصاعد والمتفاقم الذي يسود في هذه المنطقة.
في السياق، قالت مصادر محلية وقبلية إنّ ثلاثة عناصر إخوانية قتلوا في الاشتباكات التي اندلعت عقب مشادات على عبور سيارات القات، وذكرت المصادر أنّ بقية العناصر الإخوانية فرّت تاركة أطقمهم خلفها.
يأتي هذا فيما تحدّثت معلومات أخرى عن أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل سبعة عناصر من المليشيات الإخوانية في منطقة الخشعة.
تفرض هذه الأحداث مرحلة جديدة تدخلها مناطق وادي حضرموت، قوامها يكون ما يمكن تسميتها حرب استنزاف يخوضها رجال القبائل في مواجهة المليشيات الإخوانية التي تصر الشرعية على إبقائها في مناطق وادي حضرموت.
هذا التطور في أساليب المواجهة الجنوبية لإرهاب الشرعية الإخوانية يعقب عدوانًا كانت قد شنته الشرعية مؤخرًا على مديرية حريضة، ليضاف إلى سجل طويل من الأعمال العدائية التي تشنها المليشيات الإخوانية منذ فترات طويلة.
الانخراط أكثر في مواجهة بهذا الشكل ضد المليشيات الإخوانية سيكون أمرًا بالغ الأهمية فيما يخص تشكيل جبهة ضغط على الشرعية وهي تجد عناصرها تستنزف في مواجهة غير مأمونة بالنسبة لها أمام رجال القبائل.
كما أنّ مشهد هروب العناصر الإخوانية من مواجهة القبائل يُظهر حجم وهن هذا الفصيل إذا ما دخل في مواجهة عسكرية حتى وإن كانت غير متكافئة لصالحه على الرغم من حجم العتاد العسكري الذي تملكه الشرعية الإخوانية والذي تمد به المنطقة العسكرية الأولى.
ويرى محللون أن الدخول في حرب استنزاف على هذا النحو يمثّل الخطوة الأولى نحو تفكيك الخطر الإخواني في وادي حضرموت، ويُشكل جبهة مقاومة قوية توقف تماهي استهداف الشرعية لأمن الجنوب واستقراره ونهب ثرواته.