اعتقال موظفي السفارة.. لهجة عاطفية أمريكية في مواجهة الجريمة الحوثية

السبت 26 فبراير 2022 00:26:17
testus -US

بعثت المليشيات الحوثية برسالة غير مباشرة إلى الولايات المتحدة، تضمّنت إعلانًا على ما يبدو أنّها لا تأبه بأي عقوبات تفرض عليها، في ظل إتباع واشنطن لهذا التكتيك على الأقل في الوقت الحالي.

المليشيات الحوثية اختطفت موظفًا آخر من العاملين بالسفارة الأمريكية لدى اليمن، ليضاف إلى زملائه الذين اعتقلتهم المليشيات منذ أسابيع، في جريمة مثّل ضربة للدبلوماسية الأمريكية التي يرى محللون أنها لم تتعامل مع الأمر بالحسم اللازم.

السفارة الأمريكية لدى اليمن أصدرت بيانًا قالت فيه: "نشعر بالامتنان ونحن نرى أن قضية الاحتجاز غير القانوني والتعفسي لموظفينا اليمنيين تحظى مرة أخرى باهتمام وسائل الإعلام ويحزننا أن نؤكد أن الحوثيين قد احتجزوا موظفًا آخر".

أضافت السفارة: "تدفق الدعم لزملائنا هو شهادة على العلاقات القوية والمتعددة التي طوروها في سياق عملهم في السفارة لسنوات عديدة لتعزيز الشراكة بين الولايات المتحدة واليمن".

وتابعت: "نأمل منكم المساعدة في إبقاء قضية معتقلينا حية في أعين الجمهور والرأي العام.. نأمل أيضًا على يوضح شركاؤنا في وسائل الإعلام أنّ الحوثيين هم المسؤولون عن احتجاز هؤلاء اليمنيين الأبرياء الذين يستخدمونهم بيادق في هذا الصراع".

بيان السفارة الأمريكية يحمل طابعًا عاطفيًّا أكثر من دبلوماسيًّا، إذ غابت على الأقل اللهجة الصارمة التي قد تبعث برسالة تهديد للحوثيين حتى وإن كانت غير رادعة للمليشيات.

قد يربط البعض طريقة التعامل الأمريكية مع الجريمة الحوثية بهوية المعتقلين، فمن تم اعتقالهم هم يمنيو الجنسية، وبالتالي فهناك وجهة نظر تقول إنّ هذه العناصر لو كانت أمريكية لاختلف التعامل الأمريكي مع الأزمة.

بيد أن من تم اعتقالهم هم عاملون في السفارة الأمريكية، وبالتالي فالأمر يطال بشكل مباشر دبلوماسية أقوى دولة في العالم، ومن هنا فكان من الحتمي أن تشهر واشنطن سياسة الحزم في إطار تعاطيها مع الجريمة الحوثية.

ومع التشديد على أهمية أن تكون قضية اعتقال هؤلاء الموظفين حاضرة في وسائل الإعلام، بيد أن مراهنة واشنطن على تلك الخطوة لن تكون مجدية بشكل كبير، فكل الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي تُسلط عليها الأضواء سواء إعلاميًّا أو من خلال تقارير المنظمات الدولية دون أن يتغير على الأرض شيء.

يعني ذلك أنّ مواجهة مثل الجرائم الحوثية أمرٌ يتطلب إتباع سياسة أشد حزمًا وحسمًا في إطار مجابهة إرهاب المليشيات المدعومة من إيران، بالنظر إلى حجم الأضرار التي تكبّدها السكان وما خلّفته الحرب من أزمات إنسانية تصنفها الكثير من التقارير الدولية بأنها الأبشع حول العالم.