فضيحة الإرياني.. حاول إدانة الحوثي فاعترف بالتخادم معها
حاول المدعو معمر الإرياني المتاجرة بقضية معاناة السكان في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية من نقص الوقود، ومآلات ذلك على معاناة القاطنين في تلك المناطق من أعباء إنسانية لا تُطاق.
لكن محاولة الإرياني هذه المتاجرة التي رمت إلى كسب مزيد من التعاطف لصالح الشرعية الإخوانية، ارتدت في صدره عندما اعترف في تصريحه الأخير بأنّ المشتقات النفطية والغاز تصل بشكل منتظم ويومي إلى مناطق سيطرة الحوثيين فضحت قدرًا كبيرًا من المؤامرة التي ينفذها معسكر الشرعية.
فعلى مدار الفترات الماضية، كثيرًا ما تم توثيق جرائم تهريب النفط لا سيّما من الجنوب إلى مناطق سيطرة الحوثيين، ضمن تجارة مشتركة بين الشرعية والمليشيات لخدمة مصالح كل منهما، ومن ثم الإضرار بالأوضاع المعيشية في الجنوب.
تصريح الإرياني تضمّن إقرارًا بشكل غير مباشر بهذا الأمر، إذ قال صراحة إن النفط يصل يوميًّا إلى مناطق سيطرة الحوثيين، في وقتٍ يئن فيه الجنوبيون بين براثن أزمات معيشية مرعبة ناجمة عن إقدام الشرعية على تهريب النفط من الجنوب إلى الحوثيين.
تصريح الإرياني يحمل شقين، أحدهما أنّ الشرعية الإخوانية تتعامل مع الأزمات الإنسانية في مناطق الحوثي بأنها سلاح للمتاجرة من قِبل الشرعية، فهي في وقت تتخادم فيه مع المليشيات الحوثية، بينما تحاول الظهور على الملأ على أنّها طرف معادٍ للمليشيات، وذلك في محاولة لاستقطاب المزيد من الدعم من قبل التحالف.
الشق الآخر يتعلق بالجنوب نفسه ونهب ثرواته وتحديدًا النفط، وهنا يطالب جنوبيون بضرورة اتخاذ كل الإجراءات الممكنة التي يمكن أن تساهم في حماية نفط الجنوب من أن تطاله يد التهريب الإخوانية التي لا تتوقف عن استنزاف الجنوب وثرواته.
ولعلّ الهبة الحضرمية المتواصلة، والآخذة في التمدُّد، قد رسمت بوادر خطوط عامة جنوبية، يتم التعويل عليها لإحداث تغييرات على الأرض، لا سيّما أن هناك قناعة على ما يبدو في معسكر الشرعية الإخوانية بأنّ تصاعد وتيرة غضب الجنوب سيكون أمرًا مزلزلًا لكيانها بشكل كبير.
يتعزّز هذا التفسير إلى واقعة يتردد صداها بقوة خلال الساعات الماضية، مفادها مغادرة المدعو إبراهيم حيدان من محافظة حضرموت، في أعقاب تحركات شعبية واسعة ضد قراراته الأخيرة التي حاولت تجنيد المزيد من العناصر الموالية لتنظيم الإخوان للعبث بأمن حضرموت من جديد، استكمالًا لسيناريو الفوضى الأمنية التي تصنعها قوات المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت التي يقودها عجوز الشرعية الإرهابي علي محسن الأحمر.