قرارات الرئيس الأوكراني تضع محسن الأحمر في موقف محرج
فجرت تصريحات الرئيس الأوكراني زيلينسكي الذي أبدى تمسكا بالبقاء في بلاده أمام الهجوم الروسي، موجة سخرية من المدعو علي محسن الأحمر.
زيلينسكي تلقى الكثير من العروض لنقله خارج أوكرانيا بينها عرض من الولايات المتحدة وآخر من بريطانيا، بيد أنه أصر على قيادة العمليات من كييف.
ويحرص زيلينسكي على شحذ همم مقاتليه عبر تصريحات قوية تمثل محاولة على الأرجح لتعويض فارق القوة بيت الجيشين الروسي والأوكراني.
مواقف زيلينسكي بعيدا عن معايير القوة والقدرة على حسم الصراع لأي منهما، أعادت إلى الأذهان رحلة هروب محسن الأحمر عندما تنكر في زي حرمة سفير تاركا صنعاء تسقط في قبضة عدد محدود من المليشيات الحوثية، كان بالإمكان دحرهم عبر قوات المنطقة العسكرية الأولى التي كان يقودها محسن الأحمر.
رحلة هروب الجنرال لا تزال تُلطّخ سمعة الشرعية الإخوانية، باعتبارها الجريمة أو بالأحرى الخيانة التي أعقبتها كل الويلات التي نجمت عن إطالة أمد الحرب.
المقارنات بين زيلينسكي ومحسن الأحمر تلقي بظلالها على الشرعية بأكملها، في ظل الغياب الكامل لمفهوم الحرب على الحوثيين من أجندة المعسكر الإخواني.
التخادم بين الحوثيين والإخوان والتنسيق والتقارب يمثل طعنة في خاصرة المشروع القومي العربي، تنفيذا لأجندات معادية لتحقيق الاستقرار.
وبرأي محللين، فإن السبب الرئيسي الذي قاد الشرعية للعزوف عن الانخراط في مواجهة فعلية وجدية ضد المليشيات الحوثية الإرهابية هو معاداة الجنوب وعرقلة تحركات شعبه نحو استعادة دولته.
ومن ثم فالمخطط الذي وضعه حزب الإصلاح مستغلا قبضته المهيمنة على الشرعية، هو العمل نحو إطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة ومن ثم تثبيت أمر واقع يتمثل في تقاسم النفوذ مع الحوثيين، إذ تبقى سيطرة المليشيات المدعومة من إيران على اليمن (الشمال) بينما تظل الشرعية قابضة على أنفاس الجنوب ومحتلة لأراضيه.
يتضمن هذا المخطط الإخواني عملا مستمرا على تصدير المشكلات للجنوب إن كانت سياسية أو عسكرية أو خدمية، في مسعى لحشره في دائرة مفرغة من التحديات.
ولعل حرب الخدمات التي تشنها الشرعية على الجنوب أكبر دليل على هذا التوجه، فعلى الرغم من الموارد المتاحة وعدم اندلاع حرب حاليا ضد الحوثيين، بالمفهوم الذي قد يصنع أزمات إنسانية، لكن الشرعية تعمل على تعقيد الأوضاع الإنسانية عبر السطو على موارد الجنوب والتربح منحها، إلى جانب عمليات التهريب المتواصلة لمناطق سيطرة المليشيات الحوثية لا سيما النفط.
يقابل هذا المخطط الإخواني بمواجهة جنوبية حازمة، يعبر عنها قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي طوال الوقت بأن المحرك الرئيسي لاستراتيجية المجلس هو استعادة الدولة وفك الارتباط.
التحركات الجنوبية تثير هاجسا مرعبا في معسكر الشرعية الإخوانية، وقد عبر المدعو سلطان البركاني عن ذلك في تسريباته الأخيرة عندما أقر بأن المجلس أحدث مشكلات للشرعية في إشارة واضحة إلى أن المكاسب السياسية الجنوبية تمثل عامل رعب لنظام الشرعية.