الشرعية ومؤتمر المانحين.. مائدة المتاجرة بالحرب وآلامها
يُغرم الكثيرون بشهر مارس، يحبون طقسه الربيعي لكن الشرعية الإخوانية تنتظره لسبب آخر، ففيه تتباكى من أجل إدعاء المظلومية واستقطاب مزيد من الدعم المالي.
في شهر مارس يعقد مؤتمر المانحين، الذي تُمسك فيه الشرعية بالميكروفون لتتباكى على أنقاض الحرب الحوثية التي هي في الأساس – أي الشرعية – متواطئة في إطالتها.
المؤقت عبد ربه منصور هادي عقد اجتماعا مع المبعوث الأمريكي لليمن تيم ليندركينج، وحثه على أن تدفع الولايات المتحدة لتتظيم مؤتمر المانحين.
دعوة هادي تعبر عن مخاوف لدى الشرعية من عدم انعقاد مؤتمر المانحين في ظل نقص التمويلات منذ فترة ليست بالقصيرة، ويعني عدم الانعقاد أن الباب سيغلق أمام متاجرة رخيصة بالحرب من قبل المعسكر الإخواني.
تحاول الشرعية من خلال حلقة المظلومية التي تمارسها أن تحصل على دعم يقوي موقفها وذلك بعد تزايد حجم الانتقادات التي تعرضت لها على مدار الفترات الماضية فيما يخص تخادمها سياسيا وعسكريا مع المليشيات الحوثية.
كما أن كل مؤتمرات المانحين التي سبق انعقادها لم تنعكس ظلالها على السكان، إذ تفاقمت الأعباء الإنسانية على السكان، وسط اتهامات معززة بالكثير من الأدلة بأن الشرعية تنهب أموال المساعدات.
وشكلت الشرعية الإخوانية على مدار الفترات الماضية شبكات متجذرة من لوبي الفساد التي أقدمت على نهب الأموال ما مكنها من تكوين ثروات ضخمة، فيما تُرك ملايين السكان محاصرين بين براثن أزمة إنسانية تصنفها الأمم المتحدة بأنها واحدة من أبشع الأزمات الإنسانية على مستوى العالم.
كما يرتبط هذا الواقع بحرب الخدمات القاسية التي تشنها الشرعية على الجنوب، والتي خلفت واقعا معيشيا بدون أي مبرر، لا سيما أن الجنوب مُحرَّر من المليشيات الحوثية.
بينما ما تمارسه الشرعية في هذا الإطار هو بمثابة استنزاف للجنوب سواء لثرواته أو مسار قضية استعادة الدولة وفك الارتباط.
إقدام الشرعية على إتباع هذه الممارسات مرتبط في الأساس بطبيعة تعاملها مع المليشيات الحوثية، ففي الكثير من المناسبات أقرت باستعدادها لمحاورة الحوثيين، وامتدت سياسة الغزل هذه إلى التقارب مع المليشيات وصولا إلى الانضمام علنا إلى صفوفها.
يعكس ذلك أن الحرب من منظور الشرعية هي عبارة عن ساحة لتحقيق المكاسب المالية، والمحافظة على النفوذ السياسي، دون أن تولي أي اهتمام بالحرب على المليشيات الحوثية.