مزاعم حضور الأحمر سياسيًّا.. أبواق الإخوان تعيد عقارب الزمن إلى الوراء
في كل دولة أو جبهة يخسرها الإخوان، تجد عناصر التنظيم يستحضرون الماضي ويتشبثون به، حتى يتجاوزهم الزمن ومن ثم تتضاعف هزائمهم.
السيناريو الذي إتبعه تنظيم الإخوان في مصر وانتهى به الأمر إلى زواله وتفكيكه بشكل كامل، ها هو اليوم تُشم رائحته بشكل ملحوظ في اليمن، فحزب الإصلاح الذي وجد نفسه يخسر خسارة كبيرة عقب مشاورات الرياض يعيد الآن عقارب الساعة إلى الوراء.
خسارة حزب الإصلاح تعود إلى أنّ مشاورات الرياض أقرّت بوضوح أن هذا الفصيل هو المسؤول الأول عن الاختلالات العديدة التي وقعت على مدار الفترات الماضية، سواء فيما يخص الفساد العسكري أو المالي.
إحدى العلامات المضيئة التي نجمت عن المشاورات هي إزاحة المدعو علي محسن الأحمر من المشهد السياسي والعسكري بعدما لعب الدور الأكبر والأكثر وضوحًا في خدمة المليشيات الحوثية الإرهابية على مدار الفترات الماضية ما مكّنها من البقاء على الساحة.
وعلى الرغم من عدم وجود أي حيثية لمحسن الأحمر في الوقت الراهن، إلا أنّ عناصر الإخوان مارسوا على مدار الفترات الماضية استحضارًا لمحسن الأحمر وزعموا أنه لم يتم إخراجه من المشهد الراهن.
قرار تشكيل مجلس القيادة الرئاسي وضع لبنات عملية سياسية جديدة، تضمنت أكثر من محور، بينها أنّ حزب الإصلاح لم يعد مستأسدًا باتخاذ القرار كما كان قائمًا في فترات سابقة، فضلًا عن أنّه اشتمل على إزاحة رأس الأفعى (محسن الأحمر) الذي عمل لفترات طويلة على التخادم مع الحوثيين وعرقلة جهود التحالف لحسم الحرب عسكريًّا.
هذان المحوران على وجه التحديد لعلهما سبب الارتباك الواضح الذي يسود على التيار الإخواني منذ الإعلان تشكيل مجلس القيادة الرئاسي وتخلي منصور هادي عن السلطة، ويُقرأ ذلك بأنها محاولة من حزب الإصلاح لخلط الأوراق وإثارة تعقيدات على المشهد السياسي عبر التمسك بعناصر أو بتعبير أدق قيادات صارت جزءًا من الماضي ولم يعد لها أي مكان في الحاضر أو المستقبل السياسي.