حملات إخوانية لغسل سمعة محسن الأحمر تفاديا لملاحقته قضائيا
انتقلت الأبواق الإخوانية من التمسك ببقاء المدعو علي محسن الأحمر في المشهد السياسي وبالأخص العسكري، إلى محاولة غسل سمعة جنرال الإرهاب تفاديّا لأي ملاحقة قضائية يتعرض لها في الفترة المقبلة.
الحملة بدأها محسن الأحمر بنفسه، عندما أصدر بيانًا يوم إقصائه من منصبه، حمل الكثير من المغالطات وكان محاولة للتبرؤ من جرائم الإرهاب والفساد التي ارتكبها وأشرف عليها الجنرال العجوز طيلة السنوات الماضية.
بيان الأحمر تضمّن زعمًا بأنه يرحب بما أفضت إليه مشاورات الرياض من تشكيل مجلس قيادة رئاسي وإزاحته من المشهد برمته، وادعى أنه عمل على تحقيق تطلعات المواطنين، رغم أن الجنرال العجوز حرّف مسار الحرب على الحوثيين وتخادم مع المليشيات الحوثية لتمكينها من البقاء حتى الآن.
مغالطات الأحمر في بيان شملت كذلك، الإدعاء بأنه كان مترفعًا عن تحقيق مصالح شخصية، على الرغم من حجم الثروات التي كونها من خلال شبكات الفساد المتوغلة التي صنعها وأشرف عليها وتكالبت على ثروات الجنوب لا سيّما الثروة النفطية.
عبّر محسن الأحمر عن كذبة أخرى في ذلك البيان، عندما نقل عبارات شكر ومودة مزعومة تجاه المملكة العربية السعودية، رغم أن الرجل كان متحالفا مع خصم المملكة وهي المليشيات الحوثية، وكان الأحمر متورطًا بنفسه في دعم ومساعدة هجمات ارتكبتها المليشيات الحوثية ضد قوات التحالف العربي عبر دعمها بالإحداثيات.
بيان الأحمر أطلق العنان لكتائب الإخوان الإعلامية التي أصبح شغلها الشاغل هو العمل على تحسين صورة وغسل سمعة جنرال الإرهاب، ليس فقط بإظهار رفضها لإزاحة من نعتته بالشخصية الوطنية لكن عبر محاولة رسم صورة أنّ الجنرال لا يزال حاضرًا بنفوذه من المشهد، رغم أن بيانه بنفسه كان انهزاميا بامتياز معبرًا عن رجل لم يعد يملك من أمره شيئًا.
محاولات غسل سمعة محسن الأحمر ليس بالضرورة أنها تبحث لها عن وجود مستقبلي، فالرجل أصبح جزءًا من الماضي، وانتهى أمره إلى غير رجعة، لكنها تعكس محاولات لتأمين مخرج لجنرال الإرهاب من ملاحقته.
فبين الخيانة العسكرية عبر التخادم مع الحوثيين إلى التحريض والإشراف على قتل الجنوبيين وإثارة موجات الكراهية ضدهم واستدعاء العناصر الإرهابية إلى أراضيهم، فضلا عن جرائم فساد حادة وثقتها أدلة لا تحصى نهشت في عظام موارد الدولة ونهب الثروات والسطو على الإيرادات، جميعها جرائم يقول قانونيون إنها لا يمكن أن تسقط بالتقادم.
إمكانية محاسبة الأحمر على كل هذه الجرائم دفعته أولًا للقبول بصمت بل وبإدعاء ترحيب بطرده من المشهد السياسي مع محاولة غسل سمعته، ثم نقل المهمة إلى الكتائب الإعلامية الإخوانية التي أصبح شغلها الشاغل حتى اليوم تحسين صورة جنرالها المطاح به.