الأيتام.. وقود حوثي جديد نحو مزيد من التصعيد
تواصل المليشيات الحوثية تجاهل الضغوط التي تحاصرها بحثًا عن إلزامها باحترام المسار السياسي.
ولم تكن الخروقات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية للهدنة الأممية هي وحدها التي أثبتت إصرار المليشيات ورغبتها في العمل على إطالة أمد الحرب، لكن عديد الممارسات أظهرت هذا الوجه المشبوه للمليشيات.
بحسب ناشطين، فقد أعدّت المليشيات الحوثية خطة للتنكيل بالأيتام في مسعى للزج بهم في الجبهات بل ووضعهم في الصفوف الأولى للمحارق التي تشعلها المليشيات المدعومة من إيران.
المليشيات الحوثية دائمًا ما وضعت المدنيين بما في ذلك صغار السن والأطفال في الصفوف الأولى لمحارق الموت، بغية إطالة أمد الحرب.
واعتادت المليشيات على مدار السنوات الماضية، على اقتحام دور الأيتام واختطاف الأطفال المقيمين بها والزج بهم صوب جبهات القتال العاصفة ما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا في صفوفهم.
وتجنيد الأطفال جريمة متواصلة من قِبل المليشيات الحوثية، إذ اعتبرتهم وقودًا لمعاركها المستمرة، وعملت على وضعهم في الصفوف لتعريض للخطر ومن ثم المتاجرة بدمائهم بحثًا عن مكاسب سياسية.
في الوقت نفسه، تحدّثت الكثير من وسائل الإعلام التابعة للحوثيين عن أنّ المليشيات حشدت الكثير من قواتها صوب محافظة مأرب، في مسعى لممارسة تصعيد عسكري يُجهِض آمال تحقيق الاستقرار عبر التسوية السياسية.
على طاولة المفاوضات والمباحثات، كان هناك وقت جديد تتم إضاعته، عندما التقى المبعوث الأممي هانس جروندبرج، رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين المدعو مهدي المشاط.
اللافت أنّ المشاط أكّد خلال اللقاء ـ وفق الإعلام الحوثي - حرص المليشيات على أن يعمل المبعوث الأممي وفريقه في الاتجاه الصحيح لإنجاح الجهود المتفق عليها، وذلك في محاولة من المليشيات لفرض شروط تعجيزية.
تزامن المحادثات الأممية الحوثية مع التصعيد العسكري على الأرض عكس أنّ المليشيات حسمت خيارها فيما يخص الإصرار على التصعيد العسكري، بما يفرض حتمية الانخراط في تعامل صارم مع إرهاب المليشيات.