بوصلة الحرب.. بين مقاتلة الحوثيين واجتياح الجنوب
رأي المشهد العربي
لسنوات طويلة مضت، حوّل المدعو علي محسن الأحمر بوصلة الحرب لتكون قائمة على اجتياح الجنوب بدلًا من العمل على مقاتلة المليشيات الحوثية الإرهابية وإزاحتها من المناطق التي تسيطر عليها.
سيطرة الأحمر على المنظومة العسكرية حولّت بوصلة القوات التي كانت يفترض أن تقاتل الحوثيين إلى استهداف الجنوب ومحاولة احتلال أراضيه، وذلك لخدمة مصالح حزبية إخوانية تحمل عداء كاملًا للجنوب.
غير أنّ إزاحة الأحمر ضمن العملية السياسية التي أفرزت تشكيل مجلس قيادة رئاسي، عزّز الآمال بأن تكون بوصلة الحرب مُركزة بشكل فعلي على محاربة المليشيات الحوثية، باعتبارها العدو الذي يستوجب دحره في الوقت الحالي في ظل التهديدات التي يُشكلها على أمن المنطقة برمتها.
يمثل هذا الأمر انتصارًا مهمًا للجنوب بقيادة المجلس الانتقالي، فوقف الحرب العسكرية أو الأمنية على الجنوب يعني إجهاضًا لمحاولة استهدافه عبر حرب الخدمات التي تم توظيفها لتعذيب المواطنين معيشيًّا.
ما يعزّز من هذا الأمر هو أنّ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي إلى جانب إزاحة محسن الأحمر، بعث برسالة بأنه لا يكون هناك مكان للقيادات الفاسدة التي حرّفت مسار الحرب وحوّلتها لتكون قائمة على اجتياح الجنوب.
وقف الحرب على الجنوب سواء الأمنية أو الخدمية مقدمة لإعادة الانضباط العسكري الذي يتضمن ضبط مسار المواجهة ضد المليشيات الحوثية، لا سيما أنه سيجعل المنظومة بأكملها تركز على توجيه المعركة في الاتجاه الصحيح.
يتطلب هذا الأمر إجراء عملية تطهير شاملة لوزارة الدفاع، إذ لا يقتصر الأمر على إزاحة محسن الأحمر، لكن هناك ضرورة ملحة بأن تتم إقصاء كل العناصر التي ثبت تآمرها وفسادها وتخادمها مع المليشيات الحوثية وبرهنت على سعيها الدائم لاستهداف الجنوب وقضيته العادلة.