اعتذار أمريكي للإمارات يؤشر لتغير استراتيجية تعاطي واشنطن مع إرهاب الحوثي
أثار الاعتذار الأمريكي للإمارات عن تأخر الرد على هجمات المليشيات الحوثية، تكهنات بحدوث تغير جذري في تعاطي الولايات المتحدة مع الإرهاب الحوثي.
بحسب وسائل إعلام إماراتية، فقد نسب موقع "أكسيوس" الأمريكي إلى مصدرين مطلعين أنّ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اعتذر لولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد في شهر مارس الماضي، عن الرد الأمريكي "البطيء" على هجمات حوثية إرهابية ضد الإمارات ارتكبت في يناير الماضي.
وأفاد المصدران بأن بلينكن قال خلال لقائه مع الشيخ محمد بن زايد في المغرب، إنّ إدارة الرئيس جو بايدن استغرقت وقتًا طويلًا للرد على الهجمات، مبديًّا أسفه حيال ذلك.
وبحسب الموقع الأمريكي، فقد رفض مسؤول كبير في وزارة الخارجية التعليق على المحادثة الخاصة، إلا أنه لم ينف هذه المعلومات، وشدد على التقدير الكبير لواشنطن لشراكتها مع الإمارات، مؤكدًا وقوفها المستمر إلى جانب الشركاء في مواجهة التهديدات المشتركة.
الكشف عن الاعتذار الأمريكي أثار تكهنات حول إمكانية أن يكون ذلك مؤشرًا على انتقال تعاطي الولايات المتحدة مع الإرهاب الحوثي بإجراءات أكثر قوة.
زاد احتمالات هذا التوجه مع إعلان الولايات المتحدة تشكيل قوة جديدة متعددة الجنسيات ستتصدى لتهريب الأسلحة في المياه المحيطة باليمن.
وقال نائب الأميرال براد كوبر قائد الأسطول الأمريكي الخامس، إنّ القوة الجديدة ستعمل اعتبارًا من يوم الأحد في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وستستهدف أيضا التصدي للاتجار بالبشر وتهريب المخدرات والسلع غير المشروعة الأخرى.
وتتألف القوة مما يتراوح بين سفينتين وثماني سفن، وهي جزء من القوات البحرية المشتركة المكونة من 34 دولة، والتي يقودها كوبر أيضًا ولديها ثلاث فرق عمل أخرى في مياه قريبة تستهدف أنشطة التهريب والقرصنة.
الولايات المتحدة ظلّت لفترات طويلة محل انتقاد دائم كونها لم تُشكل مواجهة جدية وقوية ضد الإرهاب الحوثي، ولم تُقدِم على اتخاذ الإجراءات الجادة التي قد تساهم في تحجيم إرهاب المليشيات المدعومة من إيران.
إلا أنّ الاعتذار الأمريكي عند النظر إليه بالتزامن مع خطوة تشكيل القوة البحرية يعني أنّ واشنطن تيقنت من الخطر الحوثي، وباتت أشد حرصًا على حماية أمن ومصالح حلفائها الاستراتيجيين في المنطقة وتحديدًا الإمارات والسعودية.
يعزّز هذا التوجه أن تعدل الولايات المتحدة عن قرارها بإلغاء تصنيف المليشيات الحوثية تنظيمًا إرهابيًّا، ذلك التصنيف الذي كان قد وضعه الرئيس السابق دونالد ترامب قبل أن يبدو جو بايدن حقبته الرئاسية بإلغائه.
وبرأي مراقبين، فإنّ إقدام المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات ضغط ضد الحوثيين من شأنه أن يُساهم في تحجيم خطر المليشيات، وهناك حاجة ملحة لتكثيف وتيرة هذه الضغوط لا سيّما أنّ الاقتصار على سلاح العقوبات الذي تم إشهاره ضد المليشيات في الفترات الماضية لم يكن كافيًّا.