القوى الظلامية توجه بوصلة إرهابها صوب الضالع.. ما دلالات ذلك؟
مثّل الهجوم الإرهابي الأخير الذي استهدف محافظة الضالع من قِبل عناصر تنظيم القاعدة نقطة تحول في إطار الحرب التي يتعرض لها الجنوب لتهديد أمنه واستقراره واستهداف قضية شعبه العادلة.
محافظة الضالع شهدت يوم الجمعة الماضية، اشتباكات بين قوات الحزام الأمني في مدينة الضالع وعناصر تكفيرية تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي.
المواجهات اندلعت بعد ضبط قوات الحزام الأمني عناصر إرهابية في مديرية الشعيب بعد تسللها من محافظة البيضاء واحتجازهم، وقد أسفرت عن ارتقاء نائب قائد الحزام الأمني في الضالع وليد الضامي، وقائد مكافحة الإرهاب قائد اللواء السادس محمد الشوبجي، وعدد من الجنود، في المواجهات مع المسلحين الإرهابيين.
شن الهجوم الإرهابي على محافظة الضالع على وجه التحديد لا يبدو أنه جاء صدفة، فالمحافظة التي تظل صامدة بفضل جهود القوات المسلحة الجنوبية على مدار الفترات الماضية، والتي أجهضت مساعي التنظيمات المتطرفة للنيل من أمن المحافظة بشكل كامل.
يعني ذلك أن تنفيذ العمليات الإرهابية في الضالع هو رسالة من قِبل التنظيمات المتطرفة بشأن تماديها في تهديد أمن الجنوب، وأن تطأ أقدامها أراضي الجنوب التي ظلت عصية على الاستهداف على مدار السنوات الماضية.
وهذه الرسالة تبعث بها التنظيمات المتطرفة إلى القيادة الجنوبية وكذا إلى مجلس القيادة الرئاسي، فبينما تتأهب الأجواء للانخراط في عمليات عسكرية تستهدف تحرير المناطق التي لا تزال ينشط فيها الإرهابيون سواء في الجنوب أو في اليمن، فإنّ القوى الظلامية تريد الإبلاغ عن إصرارها على أن تكون الحرب قائمة في الجنوب في حد ذاته.
المشهد الراهن يُشير كذلك إلى محاولات واضحة لاستفزاز القيادة الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي عبر إشعال فتيل الإرهاب في مناطق الجنوب المختلفة سواء الضالع أو أبين أو شبوة وصولًا إلى العاصمة عدن.
كما أن الفصائل الإرهابية تتخوف أشد الخوف من عودة تحركات القوات المسلحة الجنوبية لتفكيك حضور المليشيات الحوثية في الجبهات، في جهود تشير إلى تكرار سيناريو الانتصارات العسكرية التي حقّقتها القوات الجنوبية في مكافحة الإرهاب على مدار الفترات الماضية.