همس اليراع

الشنقلابيون

تتسع جبهة الشرعية يوماً عن يوم، ويتوافد على معسكر الشرعية مئات القادة وآلاف التابعين وعشرات الآلاف من الاتباع والمناصرين، وكثيرون من هؤلاء (بل قل غالبيتهم) قادمون من المعسكر الانقلابي، قاتلوا مع الانقلابيين، وايدوا جرائمهم ولعنوا الشرعية وتهجموا على دول التحالف (ونعتوها بدول العدوان تماما مثلما ينعتها عبد الملك الحوثي وأصحابه).
لم يتغير هؤلاء ولم يقولوا للشرعية وللأشقاء في التحالف:آسفين، أخطأنا، بل يأتون ليبحثوا عن مكانة سياسية داخل الشرعية، بعد ان انفرط عقد تحالفهم مع الحركة الحوثية.
ليست المشكلة هنا، المشكلة تكمن في أن هؤلاء يشكلون تحالفاً عريضا داخل إطار الشرعية، لمزاحمة الشرعية، وقليلاً قليلاً للانقلاب على الشرعية نفسها بالتحالف مع أجنحة داخل الأنصار السابقين للشرعية.
وهكذا يتشكل خليط من الانقلابيين المتشبثين بموقفهم الرافض للشرعية والمتنازع معها، والمعادي لدول التحالف (وإن تظاهر بتأييدها لحاجةٍ مؤقتة) ومن (الشرعيين) الذين يأخذون من الشرعية (فوائدها) دون أن يقدموا دليلا واحداً يبرهنون به دعمهم الفعلي للشرعية.
أنهم شرعيون لأنهم يشاركون الشرعية كل موائدها وفوائدها، وهم انقلابيون لأنهم يتمسكون بالنهج الانقلابي الذي يحاصر رئيس الشرعية ويسكت على جرائم الحوثيين، شركائهم السابقين، ويسعون للتخلص من الرئيس الشرعي بشتى الوسائل. 
أولائك هم (الشنقلابيون)، الذين لن يصبروا طويلا قبل أن يضيقوا الخناق على الرئيس الشرعي، ويتخلصوا منه إما عن طريق الإزاحة الكاملة، او عن طريق نقل الصلاحيات، خصوصا بعد ان تمكنوا من إيهامه بأن الشرفاء والمناضلين الحقيقيين ومقاومي الانقلاب الحقيقيين يشكلون عليه خطراً جديا وصدق كذبتهم تلك.