همس اليراع
شبوة تحسم أمرها
د. عيدروس النقيب
- القرصنة ليست دعماً للقضية الفلسطينية
- القضية الجنوبية ومعضلة الخط المستقيم(1)
- لحظات في حضرة اللواء الزبيدي
- بين عبد الملك ومعين عبد الملك
لم تكن قط محافظة شبوة نشازاً بين محافظات ومديريات ومناطق الجنوب، بل ظلت على مدار التاريخ عنصراً منسجماً مع الجسد الجنوبي يالواحد وجزءً حيوياً وفاعلاً وحاسما في كثير من مراحل التاريخ الوطني الجنوبي.
ومثل كل المناطق في الجنوب وفي العالم، عندما يعلو صوت الباطل وينتصر المنكر يبرز لهما أنصارٌ في هذه المنطقة أو تلك، وينتحلون اسم مناطقهم معلنين أنهم هم الشعب وأنهم مع الباطل الذي علا والمنكر الذي انتصر وضد الحق المهزوم، لكن هؤلاء يظلون "نوابت" كما وصفهم أبو النصر الفارابي في كتابه "آراء أهل المدينة الفاضلة" حتى وإن انتحلوا صفة الشعب.
التوترات التي شهدتها مدينة عتق بمحافظة شبوة الجنوبية، طوال الأسابيع الماضية والتي جاءت بتدبير ودعم أساطين وغزاة 1994م الذين لم يفقدوا الأمل في استعادة ما خسروه في 2015م عندما كانوا منشغلين بترتيب أوضاعهم في مدن اللجوء، كانت مفتعلة استخدم فيها بعض الحمقى والمضللين من أبناء شبوة الأبية، وكان يراد لها أن تكون إيذانا بحربٍ شبوانية ـ شبوانية، ما انفك العمل على تسخين عواملها وتهيئة الأرضية لها جارٍ منذ العام 1994م.
نجح أبناء شبوة في انتزاع فتائل تفجير الفتنة الداخلية وكان للعقلاء دوراً يستحق الثناء في الحيلولة دون وقوع ما لا يحمد عقباه مما يخطط له أعداء شبوة والجنوب.
وجاءت فعالية اليوم (الاثنين 14/يونيو/ 2019م) السلمية التي احتشد فيها عشرات الآلاف من أبناء شبوة المترامية الأطراف دعماً وتأييداً للمقاومة الجنوبية في شبوة، ممثلة بالنخبة الشبوانية، التي هزم أبطالها عزاة 2015م ودحروا التنظيمات الإرهابية القادمة من معسكرات (الشرعية) والهاربة إليها مرة أخرى، وحسمت شبوة اليوم أمرها وقالت كلمتها النهائية: شبوة مع الشعب الجنوبي ومشروعه الوطني، شبوة مع المقاومة الجنوبية، شبوة مع السلم الأهلي، وشبوة مع الحق والعدل، وضد الباطل والمنكر.
وفي الختام: هي دعوة للمغرر بهم من أبناء شبوة الكرام، وفحواها: لا تتوقعوا خيراً ممن يحرضكم على مواجهة أهلكم، ولا تتصوروا أن النخبة الشبوانية عدوٌ لكم، وأن أولائك هم أحبابكم! إنهم يستحدمونكم أدوات لمواجهة أهلكم، للحفاظ على منهوباتهم التي سرقوها من أرضكم على مدى ربع قرن ويزيد وما يزالون، وسيركلونكم بمجرد بلوغ غايتهم في تفتيت شبوة والجنوب معاً كما ركلوا الذين من قبلكم.
إن مكانكم الطبيعي هو بين أهلكم الجنوبيين الذين لا يسعون لمصالح فئوية أو شخصية أو جهوية بقدر السعي لتحقيق مشروع الحرية والكرامة للشعب الجنوبي بكل فئاته وطبقاته ومكوناته السياسية ومحافظاته ومنها محافظة شبوة الأبية.
والله على ما أقول شهيد