قصف 22 مايو.. قنبلة حوثية فجَّرت اتفاق السويد
في الوقت الذي أعادت فيه الأمم المتحدة عن فرص إحياء الحل السياسي، عبر تغيير جذري في التعاطي مع المليشيات الانقلابية، حرص الحوثيون على إطلاق "قنبلة" فجَّرت اتفاق السويد، أكثر ما أشعلت ناراً في أرض الحديدة.
المليشيات شنّت هجوماً مدمِّراً على مستشفى 22 مايو داخل مدينة الحديدة، في تصعيد إضافي، يؤكد إصرارها على نقض اتفاق السويد.
تقارير عسكرية أشارت إلى أنَّ المليشيات هاجمت بسلاح المدفعية، مستشفى 22 مايو، الكائن وسط شارع الخمسين داخل مدينة الحديدة، ما تسبب بنشوب حريق هائل، التهم محتويات الطابق الثاني والطابق الثالث.
قصف المستشفى التابع لمجموعة إخوان ثابت جاء عقب هجومين شنتهما المليشيات خلال الأيام القليلة الماضية، حاولت من خلالهما التقدُّم صوب الأحياء المحررة في شارع الخمسين، إلا أنَّ المحاولتين باءتا بالفشل.
وكان المبعوث الأممي مارتن جريفيث قد أجرى زيارةً للسعودية أمس الأول الأربعاء، حُمِّلت بمهمة لم تكن سهلة على الإطلاق، عنوانها استعادة ثقة الشرعية.
وكالة سبأ الرسمية قالت إنّ جريفيث جدَّد تأكيده الالتزام بالمرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن الدولي (2216)، والتزامه بتنفيذ توجيهات الأمين العام، مشيراً إلى عدد من القضايا والموضوعات المرتبطة باستئناف جهود السلام.
زيارة جريفيث استهدفت استئناف الاتصالات مع الحكومة الشرعية والتحالف العربي بشأن تنفيذ اتفاق استوكولهم الخاص بانسحاب الميليشيات الانقلابية من الحديدة وسط تصعيد وخروقات حوثية تهدد بنسف الاتفاق.
جريفيث سعى إلى طمأنة "الشرعية" وتأكيد النزاهة الأممية في مساعيها لتنفيذ اتفاق السويد، المتضمِّن اتفاق الحديدة وإعادة الانتشار من المدينة وموانئها الثلاثة إضافة إلى مناقشة جوانب الاتفاق الأخرى المتعلقة بالأسرى والمعتقلين وفك الحصار عن مدينة تعز.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قد بعث برسالة قبل أسابيع، إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتريتش، أشار فيها إلى عدم حياد المبعوث الأممي ومحاولة شرعنة الوجود الحوثي بخاصة بعد مباركته الانسحاب الأحادي من ميناءي الصليف ورأس عيسى الثانويين شمال الحديدة.
والسبت الماضي، أكَّد جوتيريش حرص المنظمة الدولية على العلاقة مع "الشرعية" للتوصل إلى حل سلمي للأزمة بناء على المرجعيات الثلاث.
وبعث جوتيريش، برسالة إلى هادي، شكره فيها على استقباله وكيل الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو، ورحَّب بالنقاش الصريح والمفتوح الذي دار خلال اللقاء بين هادي والمسؤولة الأممية، وشدَّد على أنَّ كافة الشواغل التي أثيرت في رسالة هادي إلى الأمين العام للأمم المتحدة نهاية مايو الماضي، قد أعيد التأكيد عليها وتسليمها كوثيقة في لقاء هادي مع روزماري، وتم أخذها بعين الاعتبار.
وثمن "الأمين العام"، تعاون الشرعية في هذا السياق، وأكّد أنَّ العلاقة بين الأمم المتحدة والحكومة هي مفتاح الحل.
وأكَّدت الرسالة الشراكة مع الحكومة في التوصل إلى الحل السلمي المنشود بناء على المرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار والقرارات الأممية ذات الصلة.
وتقول الحكومة إنّ الحوثيين لم ينفذوا إعادة الانتشار، بل سلموا الموانئ لآخرين منهم، وتطالب الأمم المتحدة بتصحيح هذا المسار.
ما جرى في الأسابيع الأخيرة وصولاً إلى جولة جريفيث في السعودية أمس، تشير إلى مرحلة جديدة يُقبِل عليها اتفاق السويد الذي أجهضته المليشيات الحوثية بأكثر من ستة آلاف خرق، بدَّد فرص التوصُّل لحل سياسي على الأقل في الفترة القليلة المقبلة.
وعلى الرغم من تطمينات جريفيث للحكومة الشرعية، فإنّ مراقبين اعتبروا أنّ هذه الخطوة لن تضع حلاً للأزمة التي تتصاعد في الحديدة.
وتحدّث مراقبون أنَّ تحركات جريفيث تصطدم بممارسات وانتهاكات المليشيات الحوثية في محافظة الحديدة ضد قوات ألوية العمالقة والمدنيين، وشدّدوا على أنّ المساعي الأممية لن تجبر الانقلابيين على تنفيذ اتفاق السويد، بخاصة مع وجود اتهامات بالتراخي الأممي تجاه سلوك المليشيات في الحديدة وغيرها من المناطق.