الدور الإماراتي باليمن شوكة في حلق الحوثي والإخوان
رأي المشهد العربي
ليس غريبًا أن تكتظ وسائل الإعلام الإخوانية والقطرية والإيرانية بحملات إعلامية مشبوهة بعضها عبارة عن شائعات ليس له أساس من الصحة والآخر يستهدف تشويه الدور الإماراتي باليمن، فما قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة لليمن أحبط الكثير من العمليات الإجرامية لتلك البلدان التي هدفها الأساسي السيطرة على مقدرات الدولة وإطالة أمد الصراع أطول فترة ممكنة.
يرتبط تصاعد تلك الحملات مؤخراً بعدة متغيرات داخلية وإقليمية، على رأسها التضييق الأمريكي على طهران وانعكاس ذلك على قدرتها في دعم المليشيات الحوثية باليمن، وبالتالي فإن البديل هو الإرتكان على الحملات الإعلامية التي تشويه ما تسميها إيران بالعدو، الأمر الذي يجعل الهدف الأساسي لوسائل الإعلام هذه يرتبط بالتحالف العربي ومحاولة شق الصف داخله بما يشي بأن هناك انقساما يؤثر بالإيجاب على العناصر التابعة للمليشيات الحوثية والتي ملت القتال وإيهامها بأن الانتصار قريب وأن المعركة قاربت على الانتهاء.
المتغير الثاني يرتبط بأبعاد داخلية لها علاقة تحديدا بما يجري في معركة الضالع، إذ أثبت القوات المسلحة الجنوبية قدرتها على دحر المليشيات الحوثية، وذلك بدعم ومساندة التحالف العربي بشكل عام، ودعم إماراتي غير محدود للمكونات الأمنية الجنوبية التي تحاول الحفاظ على استقرار محافظات الجنوب، والوقوف في مواجهة المؤامرات الإخوانية الساعية لإثارة القلاقل وإعادة احتلال تلك المناطق.
على مدار ثلاثة أشهر فشلت جميع المحاولات العسكرية الإخوانية والحوثية في اختراق جبهة الضالع، وبالتالي فكان لابد من البحث عن أساليب أخرى من الممكن أن تحقق أهداف تحالف الشر، ووجدوا ضالتهم في الحملات الإعلامية المضللة التي تبرع فيها قناة الجزيرة وأخواتها، بالإضافة إلى الإعلام الإيراني الذي يتنفس بالأساس على الشائعات، وكان الرصاص الذي يطلقه هؤلاء مصوبا تجاه دولة الإمارات بشكل خاص لإدراكهم بالدور المؤثر والفعال لها، وكذلك فإنه في المقابل يضرب المملكة العربية السعودية في محاولة لتشويه العلاقات بين البلدين.
تشكل دولة الإمارات شوكة في حلق كلا من قطر وإيران لأنها استطاعت أن تحبط الكثير من المؤامرات التي تحاك ضد اليمن، وكانت كاشفة منذ البداية لخيانة الدوحة لدول التحالف، واستطاعت أن تطردها خارج القوة العسكرية المشاركة في عاصفة الحزم، كما أن إيران فشلت في أن تفرض سيطرتها على محافظات الجنوب من خلال مليشياتها، وهي المناطق الإستراتيجية بالنسبة لتهريب المال والسلاح إلى عناصرها الموجودة في الشمال، وهي تدرك بأن إضعاف التحالف العربي بشكل عام يصب في صالحها.
على المستوى الإنساني والإغاثي فإن لدولة الإمارات دوراً بارزا في تطيب جروح الفقر والنزوح والأوضاع الاجتماعية المتدهورة، وشكلت بديلاً أكثر فاعلية من المنظمات الأممية التي حاربتها المليشيات الحوثية لعقاب المواطنين الأبرياء، واستطاعت أن تبث الحياة وتطور من أدوات المواطنين بالمحافظات المحررة، في وقت ظلت المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية غارقة في أزماتها وهو ما ساهم في زيادة الرفض الشعبي للمليشيات.