همس اليراع
الرافضون للانقلاب 2
د. عيدروس النقيب
- القرصنة ليست دعماً للقضية الفلسطينية
- القضية الجنوبية ومعضلة الخط المستقيم(1)
- لحظات في حضرة اللواء الزبيدي
- بين عبد الملك ومعين عبد الملك
كنت في منشور سابق قد أشرت إلى أن هناك قوى وأحزاب سياسية تقول أن لها قواعد تبلغ أعدادها بالملايين، وأنها قيادةً وقواعدَ ترفض الانقلاب الحوثي وتحاربه، واختتمت بأن هذه الأحزاب لم تبرهن ولو بحادثة واحدة أنها تحارب هذا الانقلاب.
إنني أتحدث عن حزبين رئيسيين في التحالف الذي أعلن عنه في نهاية شهر إبريل الماضي في مدينة سيؤون الحضرمية، وهما المؤتمر الشعب العام والتجمع اليمني للإصلاح.
كان لدى المؤتمر جيشاً متكاملاً يتكون من عشرات الألوية التي تضم في فيالقها مئات الآلاف من الجنود وصف الضباط والضباط، وعند تسليم السلطة للرئيس هادي بقيت معظم تلك الوحدات تأتمر بأوامر علي عبد الله صالح بما في ذلك وزير الدفاع الحالي الذي رفض رفضاً قاطعا الاعتراف بالرئيس هادي كرئيس لحزب المؤتمر وأعلن أنه لا يعترف إلا بعلي عبد الله صالح، واحتفظ ألرئيس صالح بكامل قوام الحرس الجمهوري الذي كان يمثل جيشا متكامل المقومات متزوداً بأحدث التجهيزات والتدريبات عسكرية.
وإلى جانب الفرقة الأولى مدرع التي منحت ألويتها مسميات جديدة بعد تسلم الرئيس هادي مهمته، لكنها ظلت قوة طيعة بيد الفريق علي محسن قائد الجناح العسكري لحزب الإصلاح، إلى جانب هذه القوة العسكرية لدى الإخوة في الإصلاح مليشيات قبلية ومكونات حديثة تحت مسميات مقاومة الانقلاب، تضم مئات الآلاف، إلى جانب وجودها في وزارة الداخلية التي ألحقت بها عشرات آلاف الشباب في عهد الأخ عبد الرحمن قحطان، هذا غير الحشد الشعبي في تعز الذي يضم عشرات الآلاف.
كل هذه المكونات التي تلتهم عشرات المليارات وبأعدادها المهولة لم تتمكن من تحرير حارة واحدة في مدينة من المدن التي يحتلها الحوثيون ويمارسون فيها وظائف الدولة المحطوفة.
ليس صحيحاً أن هذه الآلاف المؤلفة عاجزةٌ عن مواجهة القوات الانقلابية المتمردة المحاصرة براً وبحراً وجواً، لكن كل هذه الآلاف المؤلفة وقيادتها السياسية لا ترغب في إنهاء الحرب وإلحاق الهزيمة بالمشروع الانقلابي لأسباب لا يعلمها إلا الله وهؤلاء القادة، ولو شاءوا لحسموا هذه الحرب في اسبوع، أو لنقل في شهر أو شهرين وليس في خمسة أشهر (ناهيك عن خمس سنوات).
"وَاللهُ يَعلَمُ وَأنتُمْ لا تَعلَمُونَ"