همس اليراع

الحوثية حركة لا تعرف الأخلاق

الحروب مقدمات للكوارث، وليست هناك حروب ذات نتائج حميدة فقط وأخرى ذات نتائج خبيثة، وفي عصر حركات التحرر الوطني كان الحديث يدور عن نوعين من الحروب؛ عادلة وغير عادلة، لكن حتى الحروب العادلة التي لا تكون إلا تعبيرا عن رفض لحربٍ غير عادلة (معلنة او غير معلنة)، هذه الحروب تحمل في طياتها عناصر ومكونات ضارة.
لكن كل هذه الحروب لها شروط أخلاقية يتقيد بها المتحاربون، وخرق هذه الشروط يمثل هبوطاًَ أخلاقياً، فضلاً عن إنه جريمة جنائية ضد الإنسانية.
كل حروب الحركة الحوثية منذ نشأتها حروب تفتقد لأي قيمة أخلاقية، وأكبر الجرائم ترتكبها هذه الحركة هي تلك التي يكون ضحاياها هم أنصارها وأتباعها من القُصَّر ومحدودي المعرفة والجُهّال.
فعندما ترسل الحركة مئات الأطفال وغير المتعلمين وبعض المتعصبين إلى جبهة مثل الضالع او البيضاء أو الصبيحة أو الحديدة وتقول لهم أنتم ذاهبون لمحاربة إسرائيل فيقتل هؤلاء أو في أحسن الأحوال يتم أسرهم وهم يبكون متسائلين "أين الإسرائيليين؟" فليس هناك هبوطا أخلاقيا أكثر من هذا.
لكن تلك الجرائم الأخلاقية ليست الوحيدة لهذه الحركة ذات الطبيعة العنصرية والنازية، فتفجير المنازل أو قصفها فوق ساكنيها واتخاذ المدنيين دروعاً بشرية، وقتل الاطفال والنساء والعجزة والمدنيين عموما لمجرد التسلية والاستمتاع جرائم أخلاقية فضلا عن كونها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
القفز فوق القيم الأخلاقية وحتى الدينية، وخرقها والعمل بما يتنافى معها، كل هذا ينطلق من قناعة القائمين على هذه الحركة بأنهم لا يحتاجون لتقديم أنفسهم كقوة محترمة ذات مبادئ معروفة ولو كذبا، هم يراهنون على بديلٍ آخر يؤمن لهم استمرار الهيمنة والتمدد والبقاء، وهذا البديل هو القوة والسطوة والقمع وتزييف الوعي.
هذه الأدوات يمكن ان تحمي الحاكم المتسلط فترة من الزمن لكنها لا تلبث ان تكون سببا في مراكمة عوامل الرفض والمقاومة والمواجهة مع كل من يتبناها.