همس اليراع
على هامش حديث فايرستاين
د. عيدروس النقيب
- القرصنة ليست دعماً للقضية الفلسطينية
- القضية الجنوبية ومعضلة الخط المستقيم(1)
- لحظات في حضرة اللواء الزبيدي
- بين عبد الملك ومعين عبد الملك
في حديثه عن زيارته لعدن تناول السيد جيرالد فايرستاين، السفير الأمريكي السابق لدى اليمن الكثير من الأمور، بعضها حقائق وبعضها تمنيات وبعضها انطباعات قد تصيب وقد تخطى.
لن نتوقف عند الانطباعات والتمنيات فتلك أمور تتعلق بصاحبها، لكننا نشير إلى ما تداوله بعض إعلاميي (البحث عن التفاهات) عن تعرض الوفد الأمريكي للاختطاف من قبل ممثلي المجلس الانتقالي المستقبلين للوفد الأمريكي.
لا شك أن خطأً ما قد جرى في مسار الوفد الأمريكي وهو يزور عدن لكن هذا الخطأ لا يتمثل في استقباله من قبل مراسيم المجلس الانتقالي، فقيادة المجلس قد قامت بواجبها البروتوكولي الذي يقوم به أي مبتدئ في ثقافة المراسيم وبروتوكولات التعامل بين الأطراف السياسية واستقبال الزوار الأجانب، لكن السؤال
الذي يبقى عالقا بلا إجابة هو: أين الحكومة الشرعية (التي تسيطر على ٨٠٪ من مساحة اليمن)؟
لا أتصور أن رئيس الحكومة ومن يدير مكتبه لم يكونوا يعلمون عن موعد وصول الوفد الهام من البلد الأهم في العالم، كما لا أتصور أنهم يجهلون أبجديات بروتوكول التعامل مع أمور كهذه، لكنهم وحدهم من يسطيع الرد على السؤال أعلاه.
السيد فايرستاين تعرض للعديد من القضايا كما رآها، من بينها توفر "سمة الحياة الطبيعية" في عدن مشيرا إلى أن عدن "لم تتغير كثيرا مقارنة مع زيارته السابقة لها"، كما تعرض لانتشار أعلام الدول الجنوبية وانقسام عدن الذي هو انعكاس لانقسام البلاد متناولاً ما أسماه معالم نشوء "حكم ذاتي" في كل من عدن ومارب والجوف، وهي إشارات لا بد من قراءتها أكثر من مرة بتروي وعمق واستجلاء ما وراءها من أبعاد.
لكن سعادة السفير لم يتحدث عما لم يره من غياب للسلطة (الشرعية)، وهو الغياب المتمثل بانعدام الخدمات وانتشار الفقر والمجاعة وما يقف خلفها من فساد وإفساد ومن عبث واستهتار، مرورا بتجارة التهريب التي تطغى على ما تبقى من ثقافة تجارية في عدن وانتهاءُ بما تشهده عدن ومحافظات الجنوب من تجارة غير مشروعة بالمواد الأساسية من الإغاثات الدوائية والغذائية مرورا بالعبث والتجارة بإعانات المشتقات النفطية ومتطلبات السوق من الوقود وغيره وهي التجارات التي يقوم بها النافذون في مكتب رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء الشرعيين وقيادات التحالف الحزبي المهيمن على الشرعية، كل ذلك على حساب معاناة الملايين من المواطنين الجنوبيين، أما الأشقاء من المواطنين الشماليين فلديهم متخصصون آخرون للعبث بحياتهم وأرواحهم مما يستحق التوقف عنده حينما يزورهم السيد فايرنستاين.