همس اليراع

المستشار أنور الرشيد

كانت واحدة من الفرص التي تمكنت منها في زيارتي لمدينة جنيف السويسرية والمشاركة في فعاليات الدورة الواحدة والأربعين لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، هي اللقاء بالمستشار أنو الرشيد الناشط السياسي الكويتي والكاتب المميز بشجاعته وحرية رأيه والذي يحظى باحترام كبير بين الجنوبيين نظرا لمواقفه المبكرة الداعمة للقضية الجنوبية والمؤيدة لحق الشعب بالجنوبي في استعادة دولته، وقد أنشاء لذلك بالتعاون مع العديد من الناشطين السياسيين الخليجيين ديوانيةً خاصةً في العاصمة الكويتية.
شاركنا المستشار أنور الكثير من الفعاليات الموازية لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وقد التقينا في الردهات والاستراحات، وتحدثنا في أمور كثيرة نكاد أن نكون اتفقنا في معظمها، وكان أبرز ما في هذه اللقاءات مشاركته الفاعلة في ندوة القضية الجنوبية بعنوان "حق الشعب الجنوبي في استعادة دولته" والتي تقدمت فيها بمداخلة عن "القضية الجنوبية وحقوق الإنسان".
* * *
كانت ملاحظات الأستاذ الرشيد حول مداخلتي وعموماً حول القضية الجنوبية والتي قال فيها ما مفاده "إن على الجنوبيين أن يكفوا عن انتظار دولة تمنحهم إياها دول الخليج" ونفاصيل أخرى في حديثه، كانت مثارا لجدلٍ كبير في وسائل التواصل الاجتماعي بين الجنوبيين، وما ضاعف من هذا الجدل أن من نقلوها قدموها مبتورة عن مسار النقاشات العامة ما قبلها وما بعدها، وهو ما جعل الكثيرين يسألونني : لماذا لم ترد على ملاحظة الأستاذ أنور الرشيد؟
لم أكن أرغب في تكريس هذه الخاطرة لتلك الجزئية الصغيرة لكن إلحاح المتصلين هو ما أجبرني على تناولها، وأنا أكن كل التقدير والاحترام للمستشار أنور الرشيد من قبل أن التقيه وجها لوجه نظرا لاشتراكنا في الكثير من المواقف والهموم والرؤى.
وعلى العموم الذين حضروا الندوة استمعوا إلى ما أكدت عليه وهو ما لا يختلف كثيرا عن رأي الأستاذ أنور وهو: 
إن المجلس الانتقالي الجنوبي والشعب الجنوبي يقفان في جبهة واحدة مع دول التحالف العربي لمواجهة المشروع الإيراني، وهذا التحالف الذي يستهدف دعم الحكومة الشرعية في استعادة الدولة المخطوفة من قبل الانقلابيين، يقوم على احترام المشتركات بين أطرافه.
لكن هذا التحالف لا يمنعنا من التمسك بحق شعبنا في النضال من أجل استعادة دولته في حدود 1990م والنضال من أجل ذلك باستخدام جميع الوسائل القانونية والمشروعة.
إننا نشكر أي دعم يقدمه الأشقاء والأصدقاء لقضيتنا لكننا نعتمد بشكلٍ أساسي على شعبنا وإرادته الحرة ونضاله المستميت، وسنستعيد دولتنا إن عاجلاً أو آجلاً، لكنه سيكون من مصلحة الأشقاء في دول الخليج دعم قيام دولة جنوبية مستقلة تمثل رديفا لهم في مواجهتهم للمشاريع العدوانية التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
ومن هذا المنطلق نحن ندعو جميع الأشقاء ومنهم الأشقاء الخليجيين وبالطبع جميع دول العالم الداعمه للحرية والاستقلال أن يقفوا إلى جانب شعبنا في نضاله المشروع من أجل تقرير مصيره واستعادة دولته بحدودها المعروفة.
أوضحت هذه الجزئية التي لم تكن أهم ما في لقاءاتنا مع المستشار أنور الرشيد الذي انتظرناها طويلا.
تحية للأستاذ أنور الرشيد وأتمنى له الصحة والسعادة والتوفيق.