همس اليراع
كيف سيطر الانقلابيون على الشرعية؟!! 3
د. عيدروس النقيب
- القرصنة ليست دعماً للقضية الفلسطينية
- القضية الجنوبية ومعضلة الخط المستقيم(1)
- لحظات في حضرة اللواء الزبيدي
- بين عبد الملك ومعين عبد الملك
لنعد إلى ما قبل الثورة الشبابية السلمية، حينما أعلن النائب سلطان البركاني دعوته لاقتلاع العداد (عداد فترات حق الرئيس في الترشح لرئاسة الجمهورية)، أي ما يعني حق الرئيس في الترشح للرئاسة عدد لانهائي من المرات ما دام على قيد الحياة، وقد جاء ذلك قبيل الترويج للتعديلات الدستورية التي جاءت في الظاهر لمنح الرئيس صالح فترتين جديدتين بدعوى تعديل فترة الرئاسة، وبدء تطبيق التعديل منذ يوم الاستفتاء، وهو ما كان قد سبق للوبي المحيط بصالح وأن جربوه مرتين، وقد تصوروا بأن نتائجها مضمونة لصالح الرئيس.
لقد اراد حزب صالح ومن خلال رئيس كتلته البرلمانية جس نبض الشارع واختبار مدى القدرة على تمرير تمرير لعبة منح الرئيس فرصة الحكم مدى الحياة والجميع يعلم ماذا تلى ذلك.
لقد كان مرجل الحياة يغلي بصمت من حول حكم صالح ومن تحت أقدام أساطينه، لكن الهيمنة والاستحواذ بقدر ما تخلقان من الانتفاخات والتورمات التي يظنها البعض مصالح مشروعة أو حتى غير مشروعة، فإنها بنفس القدر تخلق حالة من عمى البصر وفقدان البصيرة عن رؤية ما يجري داخل هذا المرجل.
* * *
قصة اختيار الرئيس هادي لرئاسة الجمهورية للفترة الانتقالية وتفاصيل تعيين الحكومة التوافقية التي لم تعرف توافقاً ولو ليوم واحد، ونقل السلطة إلى الرئيس هادي ثم عقد مؤتمر الحوار في موفنبيك، ونشوء التحالف الحوثي ـ العفاشي وأخيرا الانقلاب على الرئيس هادي وحكومته التي كان يرأسها الأخ خالد بحاح وغيرها، معروفة للجميع، وليست بحاجة إلى استعراض تفاصيلها، لكن ما سنتوقف عنده ولو بقدر من الاستعراض العاجل هو ذلك الانقسام الحاد الذي جاء بعيد انتهاء أعمال مؤتمر الحوار الذي اعتقد البعض أنه قد قدم الحل السحري لكل مشاكل اليمن لعدة عقود (كي لا أقول عدة قرون) قادمة.
ذلك ما سنتوقف عنده لاحقاً