دراكولا الفساد يهدد مصافي وشركة النفط الوطنية

لايمكن لعدن وأهلها ان ينسوا اليوم التاريخي البهيج 27 أبريل 1954م يوم خرجنا أطفالا وكبارا واصطففنا في طوابير ونحن نرفع إعلام بريطانيا العظمى Great Britain ونحن نلوح لموكب جلالة الملكة اليزابيث الثانية في محطات زيارتها الثلاث: افتتاح مشروع إضافات جميلة لحديقة الشيخ عثمان المعروفة بـ"بستان الكمسري" وافتتاح مصفاة عدن المعروفة بشركة مصافي الزيت البريطانية (B.P) ووضع حجر الأساس لمستشفى الملكة اليزابيث (الذي عرف بعد الاستقلال بمستشفى الجمهورية) وشتان بين مستشفى الملكة ومستشفى الجمهورية في خورمكسر.

 كانت شركة B.P في عدن اكبر مرفق نفطي في عموم الجزيرة والخليج واكبر رافد لإدارة الضرائب على الدخل، وشهدت منطقة البريقة او عدن الصغرى سلسلة مرافق حيوية ملاعب كرة قدم تنس ارضي محلات تجارية كبيرة مستشفى قدم الخدمات كما وكيفا لعموم موظفي الشركة ودار سينما ومدارس حكومية للبنين والبنات للمرحلتين (الابتدائية والمتوسطة).

بعد استقلال الجنوب اصبح موظفو وعمال المصفاة دافعي الضريبة الخاصة Special Tax وكانت تصاعدية واكبر رافد لإدارة الضرائب وبعد تأميم الشركة في منتصف سبعينات القرن الماضي اصبحت شركة مصافي عدن ARC ترفد السوق المحلية بالبترول والديزل وكل المشتقات النفطية واثرت بذلك الخزانة العامة للدولة إضافة الى ايرادات الدولة من ضرائب الدخل.

تعتبر الفترة الممتدة من 2014م وحتى اليوم من اخطر وأحقر وأقذر الفترات التي شهدتها عدن على وجه الخصوص حيث بدأ نظام صنعاء المدعوم من جنوبيين بمصادرة كل المرافق الاقتصادية بعد حرب صيف 1994م السيئة الصيت وعرت المرحلة قذارة وسفالة الطرف الشمالي الذي توارى عن الأنظار اسما بعد 17 يوليو 2015م واطلق على عدن منطقة محررة الا انها شهدت هجمة اكثر قذارة على الممتلكات العامة حيث نهبت كل محتوياتها وتحولت الى مساكن خاصة واثبت الجنوبيون الا من رحم الله انهم اكثر سفالة من الشماليين، مما يؤكد ان عدن خاصة خضعت ولاتزال تخضع لمخطط استخباري خارجي واستشرى الفساد وابتلعت الاعتمادات والمخصصات وما قدم الاشقاء العرب كان كثيرا الا ان معظمه ذهب الى الجيوب.

مؤخرا سهلوا للحوثي قرضا قدره 200 مليار (مائتا مليار ريال) وهي مقدمة لإشهار البنك الاهلي (الذي قدم القرض) إفلاسه، في استهداف مؤسسة مالية جنوبية ناجحة.

يجري التآمر حاليا من داخل وزارة النفط على خصخصة مصافي عدن من خلال تعطيل وظيفتها بعد ان كانت تنتج النفط او تكرر النفط مع مشتقات نفطية عديدة واسند لها اليوم بيع النفط، وتم تركين وتجميد وتعطيل وظيفة شركة النفط الوطنية، والمتآمرون في مجموعتهم جنوبيون خرجوا من أرحام امهاتهم للأذى.

ويجري التآمر كذلك على بيع أرضية تابعة للسفارة اليمنية في موسكو على ايام السفير الدكتور عبده علي عبدالرحمن الذي اشتراها بمليون دولار وبعد عامين عرض رجال إعمال روسي (30) مليون دولار على السفارة اما اليوم فإن المبلغ المنتظر يتجاوز نصف مليار دولار ولذلك فالإجراءات جارية بمنتهى السرية.

لإنجاز المشاريع الفاسدة التي ذكرناها تصعد قوى الحكم من وثائر الفوضى الخلاقة (انفجارات اغتيالات اختطافات) ولن تقوم للجنوب وخاصة عدن اي قائمة لان أراضي عدن بيعت في معظمها والمرافق العامة بيعت ومصافي عدن وشركة النفط الوطنية وأراضي السفارة اليمنية في موسكو والدعم السعودي والإماراتي للشهداء والجرحى يذهب في غالبه الى الجيوب.. وليل الى متى يا عدن ؟.