همس اليراع

الجواز. . . اللعنة

يوم أمس أوقفت سلطات الهجرة المصرية في مطار القاهرة الدولي، البروفيسور بجامعة عدن، د. زيد قاسم ثابت، حيث كان مسافرا للعلاج بعد أن عجزت كل الخدمات الطبية في البلد عن علاج حالته، مثله مثل آلاف المواطنين من حاملي الجواز اليمني، وبررت السلطات المصرية ذلك بأن جواز سفره ملغي.
السلطة المصرية لا يمكن أن تخترع هذا الإجراء بدون أن تتلقى مطالبات أو على الأقل تعقد اتفاقاً مع الجهات اليمني المسؤولة. 
لم يكن الدكتور زيد يعلم بحكاية إلغاء جوازه ولم يبلغه أحد، بل إن سلطات الهجرة في مطار عدن منحته تأشيرة المغادرة ما يعني أن الجواز صالح للاستخدام.
حالة الدكتور زيد ليست الوحيدة فقد تعرض لسوء المعاملة بسبب الجواز، المئات من المسافرين من حملة الجواز اليمني، وعموما فقد صار هذا الجواز لعنة تطارد كل من يحمله، وقد روى لي عشرات الأصدقاء والزملاء عما يعانونه في الحدود الدولية والمطارات ومحطات الترانزيت، جراء المساءلة والتحقيق والتحقق وغيرها من إجراءات (المرمطة) كما يقول العامة، وشخصيا حصل معي هذا عدة مرات، لكن إلغاء الجواز، في فترة صلاحيته، دون إبلاغ صاحبه أمر لم يحصل إلا في الأنظمة القمعية والاستبدادية المقيمة في بلدانها، ويبدو أن نظام شرعيتنا يعيش تفس العقلية القمعية والاستبدادية، لكن مع احتفاظ أساطينه بحق الهجرة الدائمة والتنقل بين مدن العالم، وحرمان الآخرين منهما حتى لو كان للعلاج من الاوبئة التي جاءت مع هذه الشرعية.
فإلى متى يظل المواطنون الحاملون للجواز اليمني يعانون من هذا العذاب؟ وماذا تفعل السفارات والقنصليات في بلدان وجودها لرفع هذا العذاب عن المواطنين؟