الخطر الأكبر قادم.. إرهاب حوثي جديد يُصنع على مهل

الثلاثاء 23 يوليو 2019 20:27:22
"الخطر الأكبر قادم".. إرهاب حوثي جديد يُصنع على مهل

يتمثَّل الجانب الأبشع من الحرب العبثية التي أشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية، هو مستقبل سيكون حافلاً بالتطرُّف في خضم صناعة جيل جديد من الإرهابيين.

على مدار سنوات الحرب، وجّهت المليشيات الكثير من اهتمامها إلى الأطفال، اهتمامٌ لم يكن إيجابياً على الإطلاق، بل عمد الحوثيون إلى الزج بهم في المعارك وغرس بذور التطرُّف والإرهاب في عقولهم منذ سن صغيرة.

المرحلة الراهنة التي يركّز فيها الحوثيون جهودهم تتمثّل في المراكز الصيفية، التي خصَّصت المليشيات مبالغ فلكية لإدارتها، وقد صبّت تركيزها الأكبر على صنعاء إذ موَّلت مراكزها بأكثر من 300 مليون ريال.

وأسّست المليشيات الحوثية أكثر من 3500 مركز في مختلف المحافظات، التحق بها أكثر من 250 ألف طالب وطالبة، تتلقى عقولهم محتويات شديدة التطرف، تصنع موالين صغاراً في معسكر المليشيات.

واستغلت مليشيا الحوثي انتهاء موسم العام الدراسي لتباشر في إقامة هذه المراكز الصيفية للأطفال والنشء والشباب، لتغرس من خلالها أفكاراً إرهابية متطرفة مثل الولاية والجهاد وحب آل البيت وتدريبهم للقيام بالطقوس الاثنى عشرية التي يقومون بها في المناسبات التي يحيونها، بحسب خبراء.

هذه المراكز غير مستحدثة على الحوثيين، لكنّها تأتي امتداداً لسياسة المليشيات منذ نشأتها الأولى في مطلع تسعينيات القرن الماضي، إذ لجأت إلى التعليم البديل وغير الرسمي لاستقطاب الشباب، ومن ثم تحويلهم إلى مقاتلين في صفوفها.

ما تُقدِم عليه المليشيات في هذا السياق، يمثّل تلغيماً لعقول الأطفال منذ سن صغيرة، يقود إلى صناعة جيل جديد من الإرهاب، سيؤدي في مرحلة مقبلة إلى مخاطر ربما تتعدى آثار الحرب الحوثية العبثية.

التعبئة التي يتلقاها الأطفال في هذه المراكز ستكون - برأي خبراء تحدّثوا لصحيفة البيان - نتيجتها وآثارها سلبية، وتأثيرها أكبر من تأثير ما تخلفه الحرب العسكرية، وأخطر إذا لم يتم تداركه بالحسم المسلح.

ويروِّج الحوثيون أنّ هذه المراكز هي دينية وتوعوية في المقام الأول، إلا أنّ مراقبين كشفوا أنّها تتضَّمن محتويات طائفية كشفت عن الوجه الإرهابي الفتاك لهذه المليشيات، وهو وجهٌ لم يسلم منه الأطفال في سنٍ صغيرة.

وتكرِّس هذه المراكز، الثقافة الحوثية العدوانية في عقول الصغار حتى تضمن المليشيات ولاءهم وضمهم لجبهات القتال سواءً من الآن إن كان ذلك متاحاً أو حتى في وقتٍ لاحق، متى تكون الفرصة مواتية.

وكان زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي قد وجَّه - في وقتٍ سابق - القائمين على هذه المراكز في صنعاء، بتقديم دورات طائفية تستند إلى الملازم الخمينية التي استوردها شقيقه من الحوزات الإيرانية إلى جانب محاضراته الطائفية والتعبوية.

ودعا الحوثي كذلك إلى التخلص من المناهج العامة والقديمة والاكتفاء بالملازم الحوثية، زاعماً أنّها ستؤدي إلى تحرير الطلبة مما وصفها بـ"ثقافة التدجين".

الحوثي أمر قادة مليشياته بالتشديد على أولياء أمور الطلبة في صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرتهم من أجل إلحاق أبنائهم بالمخيمات والمراكز الصيفية والدورات الطائفية، في الوقت الذي بدأ فيه الانقلابيون، بتهديد السكان وإرغامهم على إلحاق أبنائهم بهذه المراكز الحوثية واعتبار المتخلفين من أعداء الجماعة وزعميها.