رحم الله النجم الكبتن عادل اسماعيل


غاب الكبتن الشهير حارس نادي شمسان الرياضي وحارس الفريق الوطني، ونجم كرة القدم اللامع طوال فترة السبعينات والثمانينات، الكبتن عادل اسماعيل، غاب عن المشهد بصمت العظماء في مدينة ليفربول البريطانية، .   .   . غاب ذلك اللاعب المبهر الذي سلب ألباب الآلاف من مشجعي نادي شمسان الرياضي ومشجعي الفريق الوطني في مبارياته الإقليمية والدولية.
 *      *      *
كنا ندرس الإعدادية والثانوية في أبين (مدينة زنجبار العاصمة) وكنا نتحرك بعيد الظهر مباشرة لنتمكن من اللحاق بموعد المباريات الذي يبدأ عادة بعيد صلاة العصر، متنقلين على  سيارات الكري ونقل البضائع والحجارة، وكل ناقلة يتكرم سائقها بنقلنا مجاناً إلى عدن لحضور المباريات المثيرة لعمالقة كرة القدم، شمسان، التلال، الوحدة، الشعلة والميناء من عدن، وحسان وخنفر من أبين والأهلي والشعب ولاحقا الغيل من حضرموت، والطليعة والشرارة من لحج.
كان زمن العمالقة، وكان الفقيد عادل اسماعيل أحد هؤلاء العمالقة الذين اختطوا طريقهم بتفوق ولم يعرف التواني والتردد طريقا إلى قلوبهم.
بعد العام 1990م وبالذات بعد 1994م، تواجعت الحركة الرياضية من ضمن تراجع قيم المدنية والرقي والقيم الحداثية، وازدهرت أشياء أخرى لا علاقة لها بالرياضة والتربية والأخلاق والقيم، وهكذا اختفت الأسماء العظيمة، وتوارى أصحابها دونما ضجيج أو جلبة، وكان عادل وغيره المئات من هؤلاء الذين غيبهم الإهمال والتجاهل قبل أن يغيبهم الموت.
في الزمن الرديء يتوارى النجوم والمبدعون والحافلة سجلاتهم بالعطاء والنقاء، دون جلسة وداع، ويستمتع الرديؤون وأصحاب السجلات المفعمة بالشبهات والسلوك المخجل بكل وسائل الترف والبذخ بحلالها وحرامها، ولا يقترب منهم عزرائيل إلا بشق النفس.
تلك هي الحياة وذلك هو قضاء الله الذي لا رادَّ له، وتلك هي قانونيات أزمنة النكوص والتراجع والانهيار، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
لك الرحمة والمغفرة والخلود في جنة الخلد يا عادل، ولأهلك وذويك ومحبيك، ولنادي شمسان، وللأسرة الرياضية الجنوبية صادق العزاء والمواساة .
وإنا لله وإنا إليه راجعون