تعليقاً على مغالطات صديقي بن لزرق


الصديق فتحي بن لزرق درج مؤخرا على خلط سمين الحقيقة بغث المغالطات  من خلال توظيفه لأخطاء جنوبية- نقر جميعا بقبحها ،ونجلد أصحابها باستمرار- للنيل من التطلعات الجنوبية ولمصلحة السلطات الرسمية التي نعرف ويعرف فتحي بن لزرق مشروعها السياسي المغاير لمعظم قناعات الجنوبيين -لا أقول كلهم-..كما ورد في منشوره الأخير الذي عزا فيه أسباب الفشل الكارثي وهذه الفوضى العارمة  لفوضوية كل الجنوبيين وبالذات المتبنين للمشروع الجنوبي التحرري مع أن اغلب هؤلاء الفوضويون ليسوا على قناعة وولاء للمشروع الجنوبي بل انهم يقفون على طرف نقيض، ومبرئا في ذات الوقت ساحة  القوى الجنوبية الأخرى الموالية للسلطات،هذا فضلا عن  تبرئته لساحة كل القوى والاحزاب الشمالية ... وعطغا على ما تقدم نقول:

يا صديقي العزيز من هي الجهة التي تحكم الجنوب وتدير المؤسسات والمرافق؟من الذي يمتلك كل أسباب التغيير  والمضي للأمام من ثروات وسلطة وقرارات تعيين وعزل  ويحظى باعتراف دولي ودعم مالي ومادي اقليمي لا نظير له ؟؟ بالتأكيد تعرف  من هي ، وبالتالي تكون هي من يقع عليها كل هذا اللوم وكل هذا الفشل.

 وحتى لو افترضنا ان من تلمح لهم في منشورك هم سبب كل هذه البلاوي فهذا يعني بالضرورة فشلا وعبثا للسطات الرسمية المسماة بالشرعية، فهي صامتة عنهم وراضية عما يجري لاسباب نعلمها جميعا،وإن لفترضنا جدلا انها ليست راضية عما يقوم به هؤلاء فهي بالضرورة تكون عاجزة عن القيام بواجبها والتصدي لهم ،وهذا العذر بحد ذاته يكفي لتثبت به فشلها ،وبالتالي تكون هي السبب بهذه الفوضى والمسئول عنها بشكل مباشر وغير مباشر..أليس من المنطق أن الجهة التي تمتلك السلطة والمال والاعلام  والحكومة هي بالضرورة مسئولة عن بلطجة من يقعون تحت أمرتهل بحكم مسئوليتها وصلاحياتها، هذا فوق أنها مسئولة عن فشلها الأصيل.

..فا الذي يجري بالبنك المركزي بعدن من نهب ولصوصية وهو الذي يمثل رمز المؤسسات التي بيد الشرعية فهل تديره هي عناصر جنوبية ؟ وحتى لو كانت جنوبية فهل هي محسوبة على المشروع الجنوبي؟ أكيد لا وكلنا نعرف هذه الحقيقة،هذا فقط مثالا لا للحصر،وعلى ضوءه قس ما يجري ببقية المؤسسات كالنفط مثلا ووووو.

ومن الذي بيده وزارات الجيش والداخلية ؟ ومن الذي بيده المال والبنك المركزي  والمالية والنفط والضرائب والمنافذ البحرية والبرية والقروض والمعونات الخارجية والقضاء والإعلام وغيرها وغيرها من ادوات النجاح والتغيير وأدوات الردع ؟ على ضوء الاجابة ستعرف من المسئول عن الفوضى ومن الذي يغض الطرف عنها لأعتقاده ان هذا العبث سيتم تقييده ضد خصم سياسي وضد مشروع هذا الخصم السياسي ،والمقصود به هنا هو الجنوب بالطبع،...فاستغلال جنوبية هؤلاء العابثين للتدليل على فشل كل الجنوبيين وفشل مشروعهم السياسي  سيقابله نفس المنطق  أي ان كل عبث وفوضية وفشل كل الشماليين الموجودين بهذه السلطة هو فشلا للوحدة ولمشاريعهم السياسية وللشمال عموما، وفي كلا الحالتين يكون هذا المنطق جائرا ومجافيا للعقل والطبيعة البشرية.

شيء محير حين يظهر قيادي بالانتقالي الجنوبي او باي كيان جنوبي آخر يصرح تصريحا سياسيا لا يروق لهذه السلطة يكون الرد عليه دائما بالقول: انت لا تمثل كل الجنوبيين ولا مشروعهم  وأن الشعب الجنوبي كله لم يفوضك-حسنا هذا الكلام فيه صحة ومنطق ولكن لماذا حين يتصرف بلطجي جنوبي يتم اعتباره ممثلا  للمشروع الجنوبي عن بكرة ابيه غصبا عنه وعن كل جنوبي..،  فمن فوض هذا البلطجي  حتى تعتبرونه تصرفه ممثلا للمشروع الجنوبي ومؤشراء عن فشل هذا المشروع؟... عجبي  السياسي الجنوبي لم يفوضه أحد أما البلطجي الجنوبي تم مبايعيته بالإجماع .!!!
..... 
مع ضرورة التنويه هنا الى أن مايجري بالجنوب -ولو كان بإياد جنوبية- إلا أن جزءا كبيرا من هذه الأياد الجنوبية هي بالاساس على خلاف مع كل المشاريع الجنوبية المطروحة على طاولة الإنعتاق  وتتبع وتوالي إداريا وسياسيا للمشروع السياسي لهذه السلطة وهو المشروع الذي تبذل قصار جهدها -أحيانا بفلسفة ميكافيلية مدمرة- لتفرضه عنوه .
  أخاف يا صاحبي أن يتم أعتبار ما يجري في تعز ومأرب من فوضى وانتهاكات وفشل  دليلا  آخرا على فشل الجنوبيين، وسببا مقنعا لهم عن فضيلة الوحدة  وعن مزية الدولة المدنية القادمة ومشروع الاقلمة سداسية الاضلاع.
 ..  ختاما تقبل/ تقبلوا /  مني خالص التقدير.