همس اليراع

الرئيس هادي، . . .وفخ التحالفات

كان المتحدث من على قناة الجزيرة ، وهو ضيفها شبه اليومي، يتحدث من عمان، وهو من المحسوبين على تحالف الشرعية التي يرأسها الرئيس عبدربه منصور هادي، كان صريحا وموجزاً ولخص القضية في ما معناه "إن الرئيس هادي لا يمتلك لا الأهلية الجسدية ولا السياسية ولا المهنية ولا الثقافية ليكون رئيسا لبلد بحجم الجمهورية اليمنية".
لن أناقش مدى صحة أو عدم صحة هذا القول الواضح والصارم، فهادي على الأقل أفضل من بعض الذين يتندر عليهم إخواننا في ذمار بالقول أنهم صعدوا إلى كرسي الحكم بدعوة الوالدين، لكن ولأن المثل الريفي اليمني يقول "ما تخفيه البشر تظهره البقر" فإن أخانا المتحدث من عمان يلخص ما يتحاشى قادته من المتحالفين مع الرئيس هادي أن يقولوه.
الفخ الذي وقع فيه الرئيس عبد ربه منصور هادي، هو أنه اعتمد على تحالف ، صحيح إنه عريض، لكن لا يجمع الرئيس بمكونات هذا التحالف متعدد المشارب والأهداف والآيديواوجيات، جامع سوى ما يسمحون به لبعض المحسوبين عليه من الطفيليين والفاسدين من فتات المفاسد التي يحصد أساطين هذا التحالف نصيب أربعة الأسود منه.
* * *
ما تنشره المواقع الإعلامية والصحفية والقنوات الفضائية والمحطات الإذاعية التابعة لهذا التحالف أو بعض مكوناته يكشف عكس ما يدعيه السياسيون المهيمنون على هذا التحالف، فهي تصب من الغضب واللعن والشتم على الرئيس هادي عشرات أضعاف ما توجهه للحوثيين وإيران، وهي بذلك تؤكد لكل ذي عينين، أو حتى عين واحدة، أن الرئيس هادي ليس مرغوباً فيه لدى هذا التحالف وإنهم يستخدمونه مجرد استخدام لمضاعفة الغنائم وتنمية المكاسب السياسية والمالية والعسكرية ليوم غير اليوم وهدف غير أهداف الرئيس.
* * *
لم تعتد الطبقة السياسية المهيمنة على صنع القرار في اليمن أن يقودها زعيم ما دون نقيل يسلح، وعندما كان القاضي الإرياني هو الحالة الاستثنائية، وقد راعى ما راعى لهذه الجزئية لم يسلم عهده من الدسائس والمكائد حتى أطيح به، فكيف يقبلون برئيس جنوبي هم يعلمون أنه أشبه بالضيف العابر ترانزيت، وأنه مجرد جسر للعور به إلى مرحلة ما بعد ترتيب ملعبهم السياسي، وهم ما انفكوا يرددون حكايتهم التهديدية المشهورة "نحن من صنعك رئيساً".
* * *
أحد الخبثاء الذين استمعوا إلى حديث "المحلل السياسي" من عمّان لقناة الجزيرة علق بالقول :"يبدو أن أخانا يريد أن يغدو سفيراً لليمن في إحدى الدول العظمى أو إحدى المنظمات الدولية، على غرار زميله محمد جميح، الذي لعن الرئيس هادي أكثر مما لعن أبليس فعينه سفيراً لليمن لدى اليونيسكو".