همس اليراع

معين عبد الملك يدعو

تجنبت الحديث عن رئيس وزراء الشرعية بخير أو بشر منذ تعيينه، بانتظار اللحظة التي نكتشف فيها مع من نتعامل، وبافتراض أن لديه ما يمكن تقديمه للمواطنين بما يميزه عن سابقه أحمد بن دغر الذي لم يبدأ التحقيق معه بعد، لكن هذا الافتراض أثبت أنه كان في المكان والزمان الخطأ ومع الشخص الخطأ.
لا يختلف معين عبد الملك عن بن دغر إلا في درجة النعومة، وقلة الاستفزازات، لكنه اليوم أفصح بأنه لا يختلف كثيرا عمن سبقه. 
لن نظل نكرر بأن بعض التصرفات الطائشة التي مست بعض المواطنين ، الذين يقال أنهم شماليين، ونحن لا نفرق بين شمالي وجنوبي عند المظلومية، لن نكرر أنها تصرفات فردية قام بها بعض الساخطين، عندما دعاهم بعض المحتفين بمقتل أكثر من 67 شهيد جنوبي على رأسهم القائد أبو اليمامة، الذي كان أحد الأبطال الذين بفضل تضحياتهم صار معين عبد الملك في المعاشيق.
لم أقرأ موقفا لمعين عن مذبحة 2 أغسطس في عدن، لكن عندما يتعلق الأمر ببعض التصرفات الرعناء فقد ألبسها الرجل ثوب السياسة وقام يطالب ويدعو ويندد ويستنكر، ونسي أنه ليس بحاجة إلى كل هذا وأنه هو من يحكم عدن والجنوب (الذي يسمونه المحافظات المحررة) التي حررها أبو اليمامة ورفاقه الأبطال.
يقول الإخوة المصريون "جيتك يا عبد المعين تعينني لقيت يا عبد المعين تتعان".
 يا معين يا عبد الملك!! أنت المسؤول الأول أنت وحكومتك عن أرواح الجنوبيين والشماليين على السواء، وليس الشماليين  فقط، أنت المسؤول عن كل قتيل يقتل وكل لغم ينفجر وكل مفخخة تدخل عدن أو غيرها، وكل مواطن يتعرض للاعتداء، وبالتأكيد ليس مطلوب منك التنديد والتهديد، بل إجراء بسيط جداً،  .    .    . شغل أجهزة الأمن والبحث والتحري والتجسس والتنصت، التي ترصد حركات المواطنين البسطاء، وحولها لرصد تحركات المجرمين والقتلة، وابدأ حملة محاسبة لهؤلاء وكشف حقيقتهم وليس التستر عليهم بالتركيز على شطحات وهفوات بل وجنايات بعض المنفلتين والساخطين،  . . . وأذكر القراء الكرام بما قلته في منشور سابق :
أولا: إن الإساءات التي تعرض لها مواطنون شماليون في عدن هي سلوك فردي وهي مدانة من قبل الجميع، وشخصيا لا أستبعد أن هناك من دفع إليها ومن مولها ، وخطط لها، من أعداء القضية الجنوبية سواء في صنعاء أو مأرب أو فنادق الرياض، أو من داخل المعاشيق، باستغلال حالة السخط والغضب التي أنتجتها جريمتا 2 أغسطس.
ثانيا: إن عدن المفتوحة للجميع، بمن فيهم القادمون من صنعاء وصعدة وتعز وإب وذمار، من أنصار الحوثي، والقادمون من مأرب والبيضاء من أنصار القاعدة وداعش، وداعميهما،(والذين يدخلون إما تحت مبرر البحث عن عمل أو مبرر النزوح أو استلام الراتب وغيرها) والذين لا يجرؤ أحد على منعهم من دخولها، تجنبا للاتهامهم بالعنصرية أو العدوانية والانفصالية، هذه المدينة لن تستقر ولن تعرف أمنا، طالما لم يتم تنظيم عملية التنقل بين مناطقكم كشرعية، وبين مناطق أعدائكم الحوثيين كانقلابيين معاديين، بافتراض أنكم ما تزالون على عداء معهم حقاً.