همس اليراع

ائتلاف ال Take away

هل سمعتم عن ائتلاف يرأسه رشاد العليمي؟  الكثيرين سيقولون لا، طيب هل سمعتم عن رشاد العليمي؟
أكيد سمعتم عنه فهو أشهر وزير داخلية في عهد علي عبد الله صالح، وهو مهندس الحبكات والألاعيب الاستخباراتية والأمنية التي كان يذهب ضحاياها آلاف الابرياء، وغالبيتهم من الجنوبيين.
عندما كان النواب يستجوبونه عن اختفاء او اعتقال ناشطين سياسيين  او حوادث قتل او تصفيات جسدية على أيدي أجهزة الامن كان يأتي بخطاب مكتوب ناعم الملمس زئبقي المضمون مطاطي المفردات فيشير إلى أعداء الوحدة والخارجين عن القانون ثم يقدم مجموعة من الالفاظ الزئبقية المطاطة عن اهمية معالجة الاخطاء والنظر في الإجراءات الضرورية وغير ذلك ويخرج وقد هدأ النواب وانخفظت حدة هيجانهم، وكان الإخوان النواب من ذمار يسمونه البارامول، لقدرته على خداع المستمعين وتخفيض حرارة لغاتهم وامتصاص غضب البعض. 
ما زلت اتذكر يوم وجهت له سؤال عن أسباب اختفاء المناضل أحمد سالم عبيد في القاهرة، وكان رده ناعما كجسد الأفعى بان التقصي مستمر والبحث جاري والاجراءات تاخذ مجراها وما إلى ذلك من المفردات المطاطة التي لا تعني شيئا وفي اليوم التالي ظهر المناضل احمد سالم عبيد في صنعاء.
اليوم ظهر ائتلاف يرأسه هذا الرشاد العليمي في بيان لا يختلف عن بياناته ايام وزارة الداخلية، يدين الشعب الجنوبي، ويمتدح الحاكم، ويعتبر الشعب الجنوبي خارج عن القانون تماما كبيانات وزارة الداخلية أيام رشاد العليمي، وربما الفارق الوحيد انه لم يتحدث عن منجزات الحكومة لانه لم يجد منجزا يسوقه غير الخراب والدمار والسلب والنهب والفساد وغيره من مظاهر الانهيار  الذي فاق زمن سيده السابق.
ائتلاف رشاد العليمي جرى سلقه في خمس دقائق في مدينة سيئون في أبريل الماضي، على طريقة وجبات Take away  التي تؤكل أثناء سير المستهلك المستعجل.، وكلما احتاج له أساطين تحالف السلطة اتصلوا به ليكتب بيان إذانة او إشادة.
وهكذا جاء بيان امس الذي اتهم الشعب الجنوبي بالخروج عن القانون واشاد بالقتلة باعتبارهم يقومون بواجب وطني
وبانتظار البيان القادم بعد عام وربما قبله او بعده قليلاً
ولله في خلقه شؤون.