ويستمر مهرجان الزيف وتسويق الاستغباء


يجري هذه الأيام مهرجان صاخب على وسائل الإعلام العربية المؤيدة وغير المؤيدة للمؤيدين للشرعية اليمنية، لتسويق الزيف والتنافس على الافتراء على الجنوب والتاريخ الجنوبي في ظل الأحداث المؤسفة التي شهدتها العاصمة الجنوبية عدن خلال الأيام ٨-١٠ من الشهر الجاري.
ربما لا تكون أشهر كذبتين قيلتا هذا الاسبوع أن ٩٠٪ من موظفي الدولة جنوبيون، وأن العام ١٩٦٧م شهد هروب نصف مليون جنوبي إلى الشمال (كما أشار الزميل الباحث العسكري والاستراتيجي العميد ثابت حسين صالح) ، فالأكاذيب كثيرة ومهرجان الزيف في تصاعد.
أطرف وأغرب حجة يطرحها مروجو الزيف من الأشقاء الذين يتساوى فيهم الناصري مع السلفي الجهادي والاشتراكي مع الإصلاحي المتطرف، والمؤتمري العفاشي مع المؤتمري الحوثي، والحوثي نفسه مع الشرعي مقولة: إن السلطة كلها جنوبية فالرئيس جنوبي ورئيس الوزراء حتي وقت قريب كان جنوبياً ووزير الداخلية جنوبي ووزير الدفاع حتى وقت قريب كان جنوبياً ونصف الوزراء جنوبيون، ويضيفون المحافظين ومدراء الامن والمديريات، ويقولون لك: أين الاحتلال إذن؟
وحينما يجيبون علي السؤال (يتبردحون) في محاولة إقناع الجنوبيين (الذين لا يجدون كبسولة الأسبرين، ويعيشون بطالة مزمنة ويغرقون في بحيرات الصرف الصحي وأكوام القمامة) ، يحاولون إقناعهم بأن الشراكة قائمة. 
هو ليس اختلاف في التفكير او تفسير المفردات، لكن معظمهم يتصنعون الغباء للهروب من الإقرار بالحقائق التي تزعجهم على طريقة "غباء ينع ولا ذكاء يضر" كما قلت في منشور سابق.
نحن نتحدث عن حالة احتلال للأرض والإنسان والتاريخ والفكر والثقافة، وهم يقولون هذه شراكة، نحن نقول لهم الشراكة تبنى بالتراضي وأنتم فرضتموها بقوة المدفعية والدبابة، فيقولون الحرب كانت ضرورة للحفاظ على الَوحدة.
نحن نقول لهم إن تلك الحرب انهت الوحدة ولم تحافظ عليها وهم يقولون أنتم عملاء لإيران، مع إنهم هم من سلم أرضهم لإيران ونحن من طرد وكلاء إيران.
وبالعودة إلى موضوع الشراكة، فأن منطقهم عن الشراكة يقوم على المعادلة التالية: نعم لقد كان لصوص الشمال هم من يتحكم صناعة القرار في اليمن، لكننا في عام ٢٠١٢م  قد تنازلنا لكم عن النصف وصار نصف هؤلاء اللصوص من الجنوب فماذا تريدون أكثر من هذا؟
ويعتقدون أنهم قد أفحمو الجنوبيين بهذه الحجة واستقطبوهم جميعا إلى صف وحدة ١٩٩٤م
ويستمر مهرجان الزيف وتسويق الاستغباء.