رسالة أخوية
د. عيدروس النقيب
- القرصنة ليست دعماً للقضية الفلسطينية
- القضية الجنوبية ومعضلة الخط المستقيم(1)
- لحظات في حضرة اللواء الزبيدي
- بين عبد الملك ومعين عبد الملك
على مدار الإسبوع الماضي شاهدت عشرات المتحدثين والمتباكين على الجنوب والدم والروح الجنوبي وهم يعبرون عن تمنياتهم لنشوب حرب جنوبية ـ جنوبية وأسفهم لتوقف المواجهات المسلحة في العاصمة الجنوبية عدن، وطبعا ليس بينهم جنوبيا واحداً، نعم سمعتهم يقولون أن المحافظة الفلانية ستثور ضد المحافظات العلانية، والمحافظة الفلانية هزمت المحافظة العلانية، وهي رسالة يفهمها كل لبيب، ولا أتمنى أن تنطلي على أحد، فقد جربنا هذه الأقاويل ولله الحمد لم تثمر إلا مزيدا من التكاتف والتلاحم بين أبناء الجنوب لإحياء قضيتهم التي أراد هؤلاء الناعقين ومن يقف وراؤهم وأدها والتعتيم عليها.
لندع كل هذا جانباً ونعود إلى موضوعنا، وبودي هنا الإشارة إلى الحقائق التالية:
• إن رسالتي هذه موجهة إلى أهلنا وإخوتنا وأبنائنا من قوات الحماية الرئاسية وغيرهم من الذين وقعوا ضحية للتعبئة الخاطئة أو الاعتقاد الخاطئ بأنهم يدافعون عن الصواب ووقفوا في مواجهة إخوتهم في المقاومة الجنوبية وقوات الحزام الأمني الجنوبي.
• أدعو هؤلاء قادةً وأفراداً إلى إغلاق ملف ما قبل 10 أغسطس والانتقال إلى الغد، فالغد هو الأرحب والأوسع والأجمل والأضمن لمواجهة التحديات المشتركة، فضموا أيديكم إلى أيدي أهلكم وإخوتكم أبناء جلدتكم الجنوبيين للتشارك في مواجهة التحديات الكثيرة التي تنتصب أمام الجميع.
• أكرر مرةً أخرى أن أحداً لم يكن يتمنى حصول أية مواجهة مسلحة، لكن هناك حماقات للبعض تتسبب في كوارث، ومع ألمنا للدماء التي سالت والأرواح التي فقدت، فالحمد لله أن الأمور وقفت عند هذا الحد، فدعونا نغادر زمن التفكير بالثأر ودعونا نجسد التصالح الحقيقي والتصالح الحقيقي، ولا تنصتوا لمن يحرضونكم ضد أنفسكم وطنكم وأهلكم وإخوانكم وأبناء شعبكم.
• وأشير هنا إلى ما استثمره البعض أسوأ وأبشع استثمار حول ما سمي بـ"النهب" وإذ أشير إلى أن الحروب والمعارك عادة ما تكون متبوعة بحالات مشابهة من النهب والسلب والتعدي في ظل غياب الحياة المؤسسية وتخلي الجهات المسؤولة عن مسؤولياتها، ومن نسي لا يمكن أن ينسى ما صاحب حرب 1994م وما تلاها من حالات نهب ما تزال قائمة حتى اللحظة، ومع كل ذلك فإنني أدين أي تعرض للمرافق الحكومية أو المنشآت الخاصة ومنها مساكن المدنيين أو حتى "الخصوم" السياسيين، ولقد تلقيت تفسييرات مختلفة لما جرى من حالات اقتحام ونهب، منها أن حراس بعض المواقع المنهوبة هم من قام بنهبها، لكنني أعتبر هذا واحداً من عشرات التفسيرات المتناقضة، وأدعه جانباً وأعبر عن رفضي لكل حالة نهب جرت، وأدعو إلى تشكيل لجنة حصر لهذه الحالات وتعويض المتضررين التعويض العادل ومحاسبة من أقدموا على هذا السلوك الممقوت.
• كما أدعو الإخوة في المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات الحزام الأمني والنخبة الشبوانية والمقاومة الجنوبية إلى تطبيق مبدأ العفو والتعالم الجدي مع قرار العفو الذي تبناه الأخ اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي والتعامل برقي ونبل مع إحوتهم من المحسوبين على الحماية الرئاسية، وبالنسبة لأولائك الذين تسللوا إلى هذه القوات من عناصر القاعدة وداعش الذين تم ضبطهم وهم يشاركون في المواجهات، فيجب أن يتولى التعامل معهم جهاز مسؤول أمني متخصص ويتم التحفظ عليهم في أماكن معلنة وقانونية حتى يتم تفعيل القضاء والنيابة العامة ليتم معاملتهم وفقا للقانون.
• أدعو زملائي في المجلس الانتقالي وقوات الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية إلى التوجه بدعوة لجميع المسؤولين والموظفين الحكوميين للعودة إلى أعمالهم ومباشرة مهماتهم وتأمين هذه العودة وتكليفهم بتأدية واجباتهم الخدمية تجاه المواطنين ومحاسبة من يقصر في عمله من الموظفين الواقعين تحت مسؤولياتهم، وأتمنى ان تشمل هذه الدعوة جميع المسؤولين ومنهم الوزراء والمدراء العامون ومحافظو المحافظات، ومن دونهم.
ليست اللحظة مناسبة للعتاب وتبادل الاتهامات، ولا حتى لتبادل الشعور بالنصر والهزيمة، وإن كان هناك مجال لمثل هذا الشعور ليكن شعورا بواجب تدعيم انتصار الحق الجنوبي وجعله انتصارا للجميع، والذهاب باتجاه الغد، ودعوا الناعقين ينعقوا والمنافقين ينافقوا فكلما يهمهم هو مواصلة حصد مكاسبهم على حساب الجنوب والجنوبيين، دعوهم واتجهو للغد وودعوا الأمس واتركوه وراء ظهوركم، واستثمروا الفرصة التي منحكم الزمن إيهاها للذهاب نحو استعادة دولتكم الجنوبية التي لولا خلافات وصراعات ومكايدات من سبقونا لما تمكن أعداؤنا من اختطافها واغتصابها منا ذات غفلة قاتلة من الزمن.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل