همس اليراع

تحية لأبين الأبية

منذ أيام كنت قد كتبت منشوراً على هذه الصفحة بعنوان " أبين لن تكون إلا جنوبية" أكدت فيه على أهمية التمييز بين أبين التاريخ والإنسان وبين القلة القليلة ممن يسيؤون إلى أبين ويدَّ احتكار تمثيلها، وأكدت فيه على أن أبين لن تكون إلا مع الجنوب وقضيته العادلة، وجاءت فعالية الخميس 15 أغسطس الجاري لتؤكد هذه الحقيقة، حيث بلغ عدد المشاركين فيها من أبناء أبين أكثر من 70 ألف ومن جميع المديريات، وكانوا أول الواصلين إلى ساحة الفعالية.
وقد قام بعض المجتهدين الطيبين بنشر وتداول المنشور باسم أستاذي وصديقي د. محمد حيدره مسدوس أطال الله في عمره وسفاه وعافاه، وبالنسبة لي لا فرق بيننا فنحن من أبناء أبين ونحن شركاء في أكثر من هم وموقف.
ليس هذا موضوعنا، بل ما سأتوقف عنده هنا هو ما شهدته عاصمة محافظة أبين من توترات بين قوات الحزام الأمني الجنوبي وقوات الأمن والقوات الخاصة، والتي انتهت بتسليم معسكري القوات الخاصة والأمن لقيادات الحزام الأمني ظهر هذا اليوم، والقبول بوقف المواجهات المسلحة، وكما أكد لي متابعون عن قرب، بدأت جماعات القاعدة وداعش في الانتشار في بعض مناطق مديريات خنفر وزنجبار، وفي عاصمة المحافظة نفسها، وهو ما يؤكد أن هناك من يسعى لإعادة أبين إلى زمن "أنصار الشريعة" وجماعات " جيش عدن أبين" ويترقبون باستمتاع إشعال النيران في حياة أبين والأبينيين.
بودي في هذه الوقفة العاجلة بعث البرقيات التالية:
1. أحيي أبناءنا وإخوتنا من قواة الأمن والقوات الخاصة في أبين الذين فوتوا الفرصة على من يرغبون في استبقاء أبين رهينة لعبثهم وأهدافهم الخبيثة.
2. أتوجه بالتحية لقوات الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية على حرصهم على أرواح ودماء إخوانهم وأبناء جلدتهم من القوات الخاصة وقوات الأمن.
3. أدعو قوات الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية إلى تحملهم مسؤوليتهم الأخلاقية من خلال عدم الاكتفاء بوقف إطلاق النار بل وبإعلان التسامح وتبادل العفو مع إخوتهم وبني جلدتهم ممن اختلفوا معهم ثم أعلنوا حسم هذه الخلافات، ودعوتهم إلى مشاركتهم مهمة حفظ الأمن وحماية أرواح ومصالح الناس والتصدي للإرهاب والعبث، وتطبيع الأوضاع في كل مديريات أبين.
4. أود التأكيد ومن وحي معرفتي الدقيقة لأبين وأبنائها أنهم جميعاً ليسوا من دعاة التوتر والتحشيد، ناهيك عن نبذهم لثقافة الثأر والانتقام، وما جرى خلال أقل من 24 ساعة فقط يبين أن أهل أبين جانحون إلى السلم والتعايش، وهو ما يجعلنا ندعوهم جميعاً إن تصدوا لثقافة العنف، وارفضوا التعبئات الخبيثة التي تدعوكم لمواجهة بعضكم، اجنحوا إلى التعايش وطي صفحات الماضي بما فيها صفحة صباح هذا اليوم، وانفتحوا على المستقبل، مستقبل التشمير على السواعد والبناء والانتاح، وبناء المستقبل الجديد الذي يجعل أطفالنا جزءً من هذا العالم ويبعدهم عن مخلفات ورواسب ما بعد 1994م البائسة.
5. أدعو الشباب في قيادة قوات المقاومة الجنوبيية والحزام الأمني وقيادة المجلس الانتقالي في أبين إلى التعامل برقي ومسؤولية مع الإخوة قادة الأمن العام وقادة القوات الخاصة الذين قبلوا بتسليم المعسكرات حفاظا على أرواح ودماء الناس، وعدم السماح لتعريضهم لأية إساءات أو إهانات أو أي تصرف يمس كرامتهم الإنسانية أو يجرح شعورهم وأهليهم وذويهم، فلا منتصر ولا مهزوم ولا غالب ولا مغلوب، ومستقبل أبين أهم من تسجيل نقاط التفوق أو التباهي بنصر ليس موجودٍ أو التذمر من هزيمة لم تجرِ.