التفرغ لوحدة الجنوب بصفاء العقول والقلوب

الحديث عن الوحدة اليمنية أصبح في حكم اللاغي والباطل اعتبارا من 7 يوليو 1994م باحتلال الجنوب، لأن الوجود العسكري والأمني قبل هذا التاريخ كان حكراً للجنوبيين..

دفع الجنوبيون ثمناً باهضاً مقابل دخول النفق المظلم يوم 22 مايو 1990م السيئ الذكر.

على الجنوبيين ان ينثروا الرياحين فوق قبور السادة محمد علي الجفري وعبدالله علي الجفري وسالم عمر الصافي وشيخ الحبشي وغيرهم من رجال الرعيل الأول لرابطة أبناء الجنوب south Arabian League (SAL) الذين تحدثوا عن حقائق جغرافية وتاريخية وروحية عن كيان الجنوب العربي، وتجسد ذلك في الاتحاد الخالد الذكر "اتحاد الجنوب العربي" Federation of south Arabian الذي أصبح أمرا واقعاً اعتبارا من فبراير 1959م، ولو بقي هذا الاتحاد لأصبح نموذجاً للنظام الفيدرالي لجنوب غرب آسيا نظيراً للنموذج الآسيوي الشرقي "اتحاد ماليزيا" لكننا غلبنا العواطف وهدير العواصف التي رافقها تعطل العقل ونضوب التفكير فحدث ما حدث من مآسٍ لا يتسع المجال لذكرها.

أصبح المجلس الانتقالي الجنوبي Southern Transitional Council (STC) حقيقة على الأرض واعترف بذلك الخصوم قبل الأصدقاء، وطوى المخطط الخارجي آخر أوراقه التي بدأها يوم 11 فبراير 2011 بإطلاق الأسطوانة المشروخة (ارحل!.. ارحل!.. ارحل!).

 استعدنا كياننا الجنوبي وأمامنا مهمة كبيرة تتمثل في المحافظة على هذا النصر لأن هناك عناصر أجيرة في الداخل أتت على الأخضر واليابس لأن العديد من المرافق العامة مثل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والتربية والتعليم وغيرهما صفيت تماما من كل موجوداتها.. ومثل هذه المرافق الحيوية كيف ستباشر معها والمجلس الانتقالي عزم على إعادة الحياة لكافة المرافق لتطبيع الحياة التي شاءت قوى معادية غير ذلك.

أمامنا مهمة إقامة الجسور وهي موجودة فعلاً للتواصل مع إخواننا الجنوبيين حتى وإن اختلفوا معنا إلا أنهم يناضلون من أجل نفس الأهداف وعلينا أن نؤكد على ضرورة الاعتراف بجهود سابقة إيجابية حققت تراكما نوعيا لقدراتنا النضالية.. وعلينا أن ننحني بإجلال لكل من ساهم في لقاء جمعية ردفان الخيرية الاجتماعية يوم 13 يناير 2006 بإعلان التسامح والتصالح، وعلينا أن ننحني بإجلال أمام كل من خرج إلى الساحة لإعلان النضال السلمي الجنوبي يوم 7 يوليو 2007م، والعامان 2006 و2007 كانا من ضمن أعوام الإرهاب على الجنوب ودفع إخواننا الجنوبيون ثمن ذلك.

نسأل الله سبحانه عونه لنا في تثبيت أقدامنا وتنوير أبصارنا وبصائرنا للخروج باتحاد جنوب عربي قائم على الفيدرالية والتنمية الإقليمية لأن علينا إنعاش سائر المناطق لنضمن حياة كريمة ومستقرة في سائر مناطق الجنوب، وبدون التنمية الإقليميةRegional Development ستتحول العاصمة عدن إلى علبة سردين وهذا لا يخدم المدينة ولا يخدم المناطق الجنوبية الأخرى.

لنبدأ بالخطوة الأولى على طريق الألف ميل، وبعونه تعالى سنجتاز الصعاب إذا أصلحنا النوايا وأنرنا العقول وتحلينا بالروح الوطنية ونبذنا الروح العصبية، لننحاز إلى صف الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه.​